قالت لي السمراءُ إنك قاتلي
طوراً وطوراً أنت مُشعِلُ جذْوَتِي
إِنْ أنتَ أَزْمَعْتَ الفِراقَ قـَتـَلْتَـِني
شوقاً إِليكَ وَأَقْبَرَتْنِي عَبْرَتِي
أُمسِي وَأُصْبِحُ والدمُوع شَوَاغِلِي
تـَرْجُوكَ عَوْداً أنْ تُفَـرِجَ كَُرْبَتِي
أَنْتَ الذِي علمتني كيف الهوي
أضْحَيْتُ لا أرجو سِواكَ لِفِـتْـنـَتِي
أَسْقَيْتَـني من راحِ كفك شَرْبَةً
مُتَبَسِماً هيا إشربي من راحتى
فَشَرِبْتُ حتي لم يَعُدْ لي مَسْلكاً
وَرَوَيْتـَنِي حتي مَلأتَ حُشَاشَتِي
أنت الذي قامت بحبكَ دولتي
أنت الذي ماتت بِقُرْبِكَ وَحْدَتِي
ماذا دهاك الآن حين رَأَيْتـْنِي
خُرِسَتْ شِفَاهُكَ أم أَبَيْتَ تَحِيـَّتِي
والآن تَرحلُ في غياهبِ ليلةٍ
تَرْجُو فِرارا تاركاً لي شِقْوَتِي
أرجوكَ عُذراً.. هل أَسَأتُ بهفوةٍ؟
أم قد تُرَاني لا أقوم بِصَبْوَتِي
وَعَبَاءَةً اَهْدَيْتـَها تَحْكِي النقا
ء بظاهرٍ وبباطنٍ كالفَحْمَةِ
أَسَلَوْتَـنِي والحُبَّ أم تَتَجَلَّدُ ؟
وهجرتني أم تَسْتَبِيْنَ صَبَابَتِي ؟
إن كانت الأخري فإني والذي
خَلَقَ الوَرَي طُرَّاً وَهَبْتُكَ مُهْجَتِي
أو كانت الأولي فإني صَابِرَةْ
أدعو الإلهَ بِأنْ تَعُودَ لِقِبْلَتِي
لن استبيحَ حِمَاكَ حتي تَأتِنِي
بالبِشْرِ في يُمْنَاكَ تَطْرُقُ خَيْمَتِي