كلما تقدم خطوة كان يأتيه ذلك الهاجس ... لكنّه هذه المرّة وجد نفسه أمام خيارين أحلاهما مرّ ... فقرّر أنْ يتابع طريقه ؛ لم يعد يأبه لأي شيء أمام ما وصلت إليه حالته ... اقترب كثيرًا ثمّ توقف فجأة على وقع صدى اجتاح أعماقه... تردّد في الدخول ؛ ليقف بعدها مذهولًا أمام دهشة المارين ونظراتهم التي أشعرته بأنّهم يعرفون حالته على حقيقتها ، أحسّ بأنّه على وشك أنْ يفقد وعيه ، فلم يعد يدري بأي اتجاه يسير ، لحظات مرّت و كأنّها سنيين ؛ تبدّت أمامه مراحل عمره كلها ... صور تتمايل أمام عينيه تقلّبه ويقلّبها ... شيئًا فشيئًا ... وجد نفسه على ذلك الكرسي مستسلمًا أمام بياض كاسح ...