إنه مما لا شك فيه أن هناك في كل بلد إسلامي فئة مؤمنة صابرة محتسبة تدعو إلى الله على بصيرة تحاول استرجاع القيم التي اندثرت ردحا مريرا من الزمن وغابت آثارها عن روادها ..
لقد اختزلت مفاهيم الإسلام الحقيقية من واقع المسلمين إثر عداوة شياطين الانس والجن الذين يوحي بعضهم إلى بعض زخرف القول غرورا ..
تواجه الفئة المخلصة لدينها ووطنها صعوبات وعقبات عبر طريقها الطويل ... تواجه كيد الكافرين الذين يجاهرون بالكفر صراحة وبكل وقاحة .. وتواجه مكر الذين قالوا آمنا بأفواههم ولم تؤمن قلوبهم .. سماعون لقوم آخرين يخشون الفكر الإسلامي .. فباعوا هويتهم بثمن بخس دراهم معدودة وكانوا فيها من الزاهدين..
الفكر الغربي يقاوم الإسلام بشراسة ووحشية ويرى في المنهج الإسلامي أنه مضاد حيوي قوي تجاهه ..فلا بد من أخذ الحصانة اللازمةإزاءه ..
اعتمدوا على عملية التغريب وتنشئة أبناء المسلمين على مناهج الغرب فرضع رجال منا من الثقافة الغربية رضعات مشبعات وجرت منهم مجرى الدم فسرت إلى عقولهم وأسرت أفكارهم ...فقد انسلخوا من الدين فأصبحوا بلا هوية تميزهم عن الآخرين وبلا شخصية معتبرة ينالون بها احترام المخلصين ..
وإذا كان هذا الحقد الأعمى ممزوج بالرغبة في الحد من خطر الصحوة الإسلامية هو دافع الغربيين وأصدقائهم في ذلك .. فما دافع صحافتنا العربية التي أصبحت كالببغاء المقلد... هل هو الجهل ؟!... أم هو السير في المخطط المشبوه نفسه؟!! أسئلة أحلى ما في إجاباتها مر!
نعم إن إعلامنا العربي انشغل في بعض الأمور الجانبية وترك القضايا الأساسية فأمتنا تعيش مرحلة خطيرة من تاريخها تداعت عليها الأمم كما تداعى الأكلة إلى قصعتها ...
لقد أصبحت الصحوة الإسلامية ومستقبلها الهاجس الأكبر للخائفين منها.. وتلك حقيقية لا مراء فيها ..
الراحمون يرحمهم الله...