مسافـاتٌ وأمـيـالٌ وأعوامٌ مـن الدهـرِ أطيرُ بغيـرِ أجنحـةٍ كأنّي شـاردُ الفكـرِ فأسبحُ في فضـاءاتٍ وأفلاكٍ مـدى العمـرِ كأنّي شـاردُ الفكـرِ أطيرُ فأرقبُ الشمسَ وأزرعُ حيثُ لا أرضاً وأبحرُ حيثُ لا مرسى ودمعُ العينِ قد جـفَّ لذاك َ القلبُ لا يأسى كأنّي شـاردُ الفكـرِ رأيتُ الحبَّ يأتينـي يُلَمْلِمُ جُرحى الغالـي ويسبحُ في شراييني فكيف الخوفُ يُفزعُني ويقهرُني ويدميني؟! كأنّي شـاردُ الفكـرِ رأيتُ الطيرََ فرحانـا يطيرُ فَيَنثُـرُ الحُـبَّ فيبقَى الشوقُ عنوانا وصار الليلُ عُشّاقـا وأصحابـاً وخلاّنـا لأنَّ الواقـعَ المؤلـمْ يعيشُ بحالةِ الذُعـرِ سأهربُ منه مُلتجئـا لآفـاقٍ بـلا قَـهْـرِ لذاكَ فإنّنـي أكتُـبْ كأنِّي شـاردُ الفكـرِ
رضا الجنيدي