|
قالوا على قلقٍ نَراهُ شَريدا |
أوَلَيْسَ عَنْ هَمِّ البِلادِ بَعيدَا |
قالوا لَظى النيرانِ يلفحُ جِلدنا |
لِمْ يَشْتَكي هُوَ حرَّهَا المَعْهودا |
قالوا بِغابَتِنا الحقوقُ سَبِيَّةٌ |
فَلِمَ البُكاءُ وعَدْلُهُمْ ما صِيدَا |
هَمَسُوا حديثًا ثُمَّ قالوا ما بِهِ |
أوَليسَ حُكْمُهُمُو هناكَ رَشِيدا |
أوليستِ الظَّلماءُ نورًا عندَهُمْ |
وهنا غَدَتْ بِيضُ اللَّيالي سُودَا |
حتَّى الرَّذيلةُ بالحُقوقِ تَرَذَّلَتْ |
وهُنا الفضيلةُ أُشْبِعَتْ تسْهِيدا |
عَدَلوا فصارَ ذليلُهُمْ مَلِكًا بهِ |
والجورُ خلَّى الأكرمينَ عبيدا |
نَمْشي بفخرٍ أنَّنا لِمُحَمَّدٍ |
والخلقُ شَيْطانٌ يسيرُ فَسيدا |
زُورٌ وغِشٌّ رشوةٌ ظُلْم فَشا |
هاتِ الشَّهامةَ أين هِيْ وَالجُودا |
أيْنَ الأُلى أعمالُهُمْ متْقونَةٌ |
أيْنَ المُيَسِّرُ لِلْأَخِ التَّشْديدا |
أينَ المُحِبُّ لغيرِهِ ما ودَّهُ |
أينَ الأُلى لا يَخْلِفونَ وُعودَا |
أينَ الفخورُ مِنَ الشّبابِ بِدينِهِ |
ذو مَبْدَإِ لا يَرْتَضي التَّقْليدا |
أينَ الحَرائِرُ مَنْ صَنَعنَ بِعِفَّةٍ |
قومًا تُقاةً في الحياةِ أُسُودا |
بلْ أينَ هُوْ عُمَرٌ وأينَ قِيادَةٌ |
تَرْعى العبادَ وتَحْفَظُ المعْبودا |
يا مَنْ تلومُ غريبَ قومٍ شَاردًا |
مَا زالَ قَلبي مَعْ أخيهِ قَعيدَا |
أنا لَسْتُ مَنْ يَنْسى بِبُعْدٍ صَحْبَهُ |
قَلبي أصيلٌ لا يخونُ عُهودا |
أُمّي الجزائرُ لستُ أسْلو حُضْنَها |
وَعلى وفائي الله كانَ شهِيدا |
أمّي الجزائرُ إنْ أصابَ رُبوعَها |
كَرْبٌ يُشَوِّهُ بالدًّموعِ خًدودا |
أمّي الجزائرُ وَابْنُها يُدْعَى أخي |
مَنْ ذا بِحُزْنِ أخٍ يكونُ سَعيدا |
لا تَحْسِبَنَّ سعادتي في غُرْبَةٍ |
العيدُ بالأحْبابِ يُصبحُ عيدا |
لايَخْدَعَنَّكَ زُخْرُفٌ بِحضارَةٍ |
فالقومُ عطشى يأملونَ جديدا |
رَغْمَ الذي قدْ شيَّدوهُ بِعَدْلِهِمْ |
وبطيبِ خُلْقٍ يَفقدونَ عَديدا |
غَمَروا الجُسومَ بِزَهْوِ دُنيا زائفٍ |
والرّوحُ تشكو زَهْوَها المَفقودا |
إنَّ السَّعادةَ في الْتِزامِ شَريعَةٍ |
تَرْعى الحقوقَ وتَضْمَنُ التَّجْديدا |