لماذا تكبَّدتُ حَـمْلَ المشقَّـةِ
حين أخذتُ من النارِ
بعثي،
وظلّي،
وأمنيةً،
واندهاشًا بشكلِ انتحارِ الشُهُبْ ؟!
-تنبهتُ لمّا أتاني النداءُ
ولم أنتبهْ للهواءِ الممزَّقِ حولي-
لماذا تعريتُ فوق الجبالِ
لتنهشَ قلبي الطيورُ
وحُمِّلتُ صخرةَ ذاتي،
وأحرقتُ روحي بذاتِ اللهبْ ؟!
مللتُ انتظاريَ في ساحةِ الليلِ،
والليلُ ما عاد يوحي
لنصفِ الملائكةِ الساهرينَ
فيقتربون من المغفرة !
لماذا أنا ؟!
لماذا يؤرِّقُني خطوُ تلك الرياحِ
التي تحتفي بالخريفِ،
خيالي الغريبُ،
التوجُّسُ،
خوفي من النورِ والظلمةِ الكاسِرةْ؟!
لماذا من البحرِ
آنستُ ضعفًا وزيفًا
يثورُ ويسكُنُ
حسْبَ اتكاءِ الرياحِ
ولا يحملُ الغرباءَ
-الذين يظنونَهُ ملهمًا –
سوى للغرق ْ ؟!
فقلتُ:سأجعلُ تلك السماءِ
امتدادًا لقلبي النَزِق ْ !
لماذا رأيتُ العصافيرَ
ترحلُ نحو البعيدِ / القريبِ
إلى ما تيَّسـرَ من حُلمِهِنَّ
بما يلتحفنَ من الأجنحةْ ؟!
فقلتُ:سأجعلُ زهري الجديدَ
امتدادًا لعطرٍ قديمٍ
وشكًا يطمئِنُ روحي،
وشوكًا يداعبُ كفي ولن يجرحهْ !
تفاصيلُ ذاتي تحدِّدُني للبعيدِ ؛
فهل يحتويني البعيدُ ؟!
أنا وانفلاتُ الكمانِ ،
ونـقرُ (البيانو)،
(وطاغور ُ)لمَّا تجلَّى له الحزنُ في السنبلةْ !
أنا وخروجُ أبي
للغيابِ المظلَّلِ بالغيمِ والخوفِ والبسملةْ !
أنا واحتراقي بصوتِ الفتاةِ
"أحبُّكَ..
دعْ خوفَـكَ المستبدَّ وكُنِّـي !"
أنا الآن حرٌ..
تركتُ طريقَ البراحِ
-ليعبرَ منه الكثيرونَ -
سرتُ إلى ما أراهُ يناسبني ربما !..
توحدَّتُ في كلِّ شيءٍ
مكاشفةً واحتواءًا
وأنصتُّ للوقتِ والشدوِ والأمكنةْ !
أسيرُ وحيدًا
إلى ما يناسِبُ روحي
على الماءِ حينًا
على الرملِ حينًا
فللروحِ دهشتــُــها الكامنة ْ!