|
في ذكرى الشهيد الأسد |
عبد العزيز الرنتيسي |
وداعا حبيبَ الثرى والعلــــــــــــم |
وعاشق أرض الهدى والنِّعـــــــــمْ |
ستبكي عزيزٌ عليك العــــــــــــــلا |
وأسد الوغى ونسور القمـــــــــــم |
وتبكي ديارٌ وكثبان حـــــــــــــبٍّ |
وأرضٌ أقلت شهيد القســــــــــم |
سنبكيك يا فارسا قد هــــــــــــوى |
فأذكى الشجون وأحيى الألـــــم |
فأنت العزيز الأبيُّ الفريـــــــــــــد |
وأنت العميد وبحر الهمـــــــــــم |
عرفناك يوم الخريف ربيعـــــــــــا |
ويوم الصقيع أتون الحمـــــــــــم |
وعشت جوادا ودرعا عنيـــــــــــدا |
وقلبا حديدا وأنف الشمـــــــــــم |
فجودي بلادي بأغلى دمــــــــــوعٍ |
ونوحي طيوري بأشجى نغـــــــم |
هنا فوق تلٍّ رضعت الشمـــــــــوخ |
ودست المهانة والمستحيـــــــــــلْ |
ترعرعت شبلا بدربٍ فقيــــــــــرٍ |
وعشت الظلام بليلٍ طويــــــــــل |
وحطت بقلبك بؤس الثكالــــــــى |
وحلم اليتامى وحزن النخيــــــــل |
وعاشت بصدرك همة أُســــــــــدٍ |
تخبىء بدرا وحلما جميــــــــــــل |
وترسم دربا بهيَّ المحيا |
يكون العبور لجيلٍ وجيــــــــــــلْ |
طبيبٌ تداوي وتشفي الجراحـــــا |
وقلبك بالحب دوما عليـــــــــــــل |
فعينك ترنو لبيدر جَـــــــــــــــدٍ |
وكوخٍ يئنُّ بكرم الخليـــــــــــــــل |
تحن إليها وتبكي عليهـــــــــــا |
وتحلم عشقا بعطر الجليـــــــــــل |
ورمت تكحل عينك يومــــــــــا |
بمهد الصِّبا وبلوز الحقـــــــــــــول |
فلم يمهلوك وكان الفـــــــــــراق |
وحلمك في الدرب أمسى قتيـــــــل |
عزيز كما النصر أنت شهــــــيٌّ |
وأنت سخيٌّ كصدر المطــــــــــــرْ |
هناك بمرجٍ ثبتَّ كطـــــــــــودٍ |
وصحت بصوتٍ عليٍّ هـــــــــــدر |
وأسمعت أذن الدنا صرخــــــة |
ولم تخش يوما جنون الخطـــــــر |
وكنت مِجناًّ أبيَّ الخصـــــــال |
بقيد الأفاعي وليل الحفــــــــــــر |
وصنت العهود زمان التــــردي |
فكنت التحدي وصوت الحجـــــر |
دماك جذورٌ ونهر يغــــــــذي |
ربيع الفدا وشموس القــــــــــــدر |
ومجدك يسعى يضيء السبيـل |
وموتك يبقى نضوج الثمـــــــــــــر |
وداعا عزيزٌ وداع الحيــــارى |
يعز عليها فراق الإمـــــــــــــــــام |
قلوبٌ تموج بحبٍ كليـــــــمٍ |
وعشقٍ يدوي بلحن الهيــــــــــــام |
رقدت جليلا بموكب عــرسٍ |
وحطَّ بنعشك بدر التمـــــــــــــــام |
ووردك يثعب من نبع مسـكٍ |
تطيب منه أسير الغــــــــــــــــرام |
فمن يا طبيبٌ يداوي جروحي |
ويملأ قلبي هديل الحمـــــــــــــــام |
ومن يا شموسي يبعثر يأسي |
وينسج من حسرتي الابتســـــــــــام |
رحلت عزيز وأشعلت حبــا |
تنادى لهيبا لنقع الحمـــــــــــــــام |
وقدت السفينة في عصف ريحٍ |
وفي يوم دمعٍ سللت الحســــــــــــام |
هنيئا لك الحب في كل قلبٍ |
ونور الشهادة يوم الزحــــــــــــــام |
سموت عزيزٌ إلى المنتهـــــى |
بحضن الجنان وقصرٍ مشيــــــــــــد |
وعرب العروش تعروا نهـارا |
أحلوا السجود لثور اليهــــــــــــــود |
وعاشوا مخالب تنهش أسدا |
وداءً سموما ووحشا لــــــــــــــــدود |
أيا أمتي قد سئمنا خنوعــا |
وخيلا سقيما وسيفا قعيـــــــــــــــد |
قريبا عليكم ستنعب بـــومٌ |
وتنعق غربان ليل حقـــــــــــــــــود |
قريبا ستسقون مر الركــوع |
وتجنون شوك العدا والجحـــــــــــود |
فيا موطني لا تذل لبـــــاغٍ |
وعش كالعقاب بثغر الحــــــــــــدود |
فإني أشم رياح السمــــــاء |
تهب علينا بفجرٍ جديـــــــــــــــــد |