|
عقــودٌ ستةٌ تمضي تِبَاعَا |
أثَرْنَ مدامعاً هِجْنَ التياعا |
سكبن بمهجتي زيتاً ونارا |
وأشْعَلْنَ اللظى دَوَّى ارتياعا |
تمادى القهر في الأرجاء حولي |
وعربد ليــــله واشتدَّ باعا |
يُغذي الاحتلال عدا علينا |
ويُسْلِمْنَا العدا وطناً مُضَاعا |
شواذٌ ( كالجراد ) أتوا إلينا |
فجاسوا أرضنا سلبوا الضِّيَاعا |
شواذٌ غير ذي حسبٍ وأصلٍ |
تَغَذُّوا السُّحْتَ قد شَبُّوا رِضَاعَا |
يُبارون الورى إفكاً وغدرا |
فضـائل ( عندهم ) أمْسَتْ طِبَاعَا |
ذوو خَـــــوَرٍ تخالهم جميعا |
إذا جَــدَّ الوغى .. وَلُّوا سِرَاعا |
لهم في الزور آياتٌ ونجوى |
حبائل مكرهم نُصِبَتْ شِرَاعَا |
فكم قتلوا من الأخيار خَلْقَا |
وخانوا الرسل أرْدٌُوهم صراعا |
سَلُّوا موسى وهاتوا السِّبْط يحيى |
كذا هارون .. يأبون انصياعا |
سلوا التلمود كم بالإفكِ يفتي |
ويُفْنِي في الورى أضْحَوا متاعا |
يُعادون ( الهدى ) في كل أرضٍ |
يُوالون ( الهوى ) رباً مُطَاعا |
فما للكهــل بينهم رحيــم |
ولا للمهـــد .. إذْ نفروا سِبَاعَا |
عقودٌ ستةٌ .. تمضي سراعا |
عجائب أثْقَلَتْ صارت مُشَاعا |
دِمَانا أبحرٌ .. كالماء تجري |
تَخَضَّبَ لونها جمراً شُعاعا |
نُسام الْخَسْفَ بين الخلق جهرا |
ونلقى الْهُون نُنْتَزع انتزاعا |
تُصَادَرُ أرضنا في عِزِّ شمسٍ |
ويوأد زهرنا .. زعموا دفاعا |
ندق الأرض هل خِلٌّ فَيُرْجَى |
ألا حُـــرٌّ .. لنصرتنا تداعى |
جيوش الْعُرْبِ كالحملان فَزْعَى |
أرانب .. ويحها .. لبست قناعا |
تآمر ( أهلها ) في بحر ليـــــلٍ |
يُوَالُون الْعِـــدَا .. وَلُّوا تِبَاعَا |
تُحاصرنا ( مدافعهم ) نهــــارا |
وتعصرنا الْعشا .. بخساً مُباعا |
وحوش الأرض ما للأرض حَبْلى |
تَنَمَّرَ أهلها .. ملأوا الْبِقَاعا |
تنادوا للحقـــوق عَدَوْا علينا |
وكم خطوا الحقوق لنا رِقاعا |
فما لحقوقنـــا بالإفكِ ضَيْعَى |
يُحاصرنا الردى نحسو اجتراعا |
يشيب المهد يذوي الزهر هولا |
تَضِجُّ لوقتهــا .. تهوي قلاعا |
تنادوا الأمن بات الأمن مرعى |
أيَرْعَى ( الذئب ) حملاناً طِوَاعَا |
فدى للأمــــن كم يحنو علينا |
ويصلينا الأذى صاعاً فصاعا |
أتانا ب( السلام ) .. أتى بشيرا |
فما للسلم قد أضحى خداعا |
يُزَايد .. وحدةً .. نَلْتَمُّ شَمْلا |
فيا للشمل ما فتئ انْصِدَاعَا |
عقودٌ ستةٌ .. نضبت شُعاعا |
فَطَيُّوا ثوبها .. صُفُّوا وداعا |
تهاوى ( رُكنها ) فَثِبُوا إليها |
وَهَيُّوا .. لَحْدَهَا .. خبراً مُذَاعا |
إذا هانت حقــوق الناس طَرَّا |
وغاب الأمن في الدنيا وضاعا |
فما لمقامكم ( فينــــا ) سبيل |
ولا لبقائكم خــــيراً يُرَاعَى |