|
حوَرٌ يجنن.. آه منك يا حدقُ |
غررتَ بي، ودليل الحسن مؤتلقُ |
عينان خلــقتا فجرا يغالبه |
كحلُ الدجى، وبياضُ الصبح مسترَقُ |
كم سرتُ دونك معصوبا يشد يدي |
تيه، يراودني نحو المدى أفق |
أخطو بلا أثر، كالظل اكتبني |
نصا، ومن كلمات الماء أنبثق |
ما بعض طيبك إلا آية نزلت |
سمراءُ ـ يسكر من عبق بك العبق |
غار القرنفلُ و النارنجُ متبعٌ |
والجلنارُ، وزهرُ اللوز، والحبقُ |
إني عشقتك حد الموت مقتسما |
بيني وبينك روحي.. والهوى مزقُ |
وعدا جُعلتُ لهذا الليل أسهره |
منذ التقيتُــك لم يرفق بي الأرقُ |
الصبرُ أحمله وجها يخبئني |
بين الأنام، ووجهي كله رُتـق |
كنا معا وجعا يغفو على وجع |
نحو التوحد نمضي حين نفترق |
مهما كتمت أنينا لا يبارحني |
يمتد صمتُـك في صوتي.. فأختنق |
ضمي إليك شريدا لا بلاد له |
فالشك يبلعني، والخوف والقلق |
ما زلتُ أحمل طهرَ الأرض في جسدي |
ختمَ الجبين كوشم فيه يلتصق |
ممشاي فيك عذاباتٌ وأحجية |
للنار تحرق أيامي.. وتحترقُ |
عمدا يخونك دهرٌ لا وفاء له |
هذا غريبك لا يدري بمن يثق |
مُدي يديك أبايع فيك ملحمة |
للضوء يذكرها في لونه الشفق |
ولتضربي بعصاك البحر تـَفـلقه |
ولتعبريه خيالا ما له غرق |
هزي إليك بجذع النخل، لست أرى |
أما سواك لعيسى حين ينعتق |
كم صار يُشْرع جرحَ الناي في لغتي |
حزنُ الحروف، وجرحي ليس ينغلق |
بغدادُ قصة حب كلما ذُكرت |
قلبي تزلزله الذكرى.. فينسحق |