أخي الكريم أستاذ مسعد:
أعتذر بداية عن تأخري في الرد على تساؤلاتك هنا لأني لم أحط علماً بردك هذا ولا أملك الوقت الكافي لتتبع كل المواضيع والردود. أرجو أن يكون عذري لديك مقبولاً.
وسأرد مختصراً على ردك المستفيض وتساؤلاتك في هذه النقاط الثلاث:
لماذا تتفشى الظاهرة رغم وجود هذا المنهج الذي أشرنا إليه اقتضاباً؟؟
أولاً لأن الأمر أوسد إلى غير أهله فغلب الجهل على الخطاب الدعوي في أحيان كثيرة. ثانياً لعدم الاهتمام الكافي بنشر خطاب دعوي صادق وواضح ذلك أنه لا يخدم مصالح أصحاب الكراسي والنفوذ. ثالثاً لادعاء كل فرد حفظ بعض آيات من كتاب الله أو نال شهادة جامعية بأحقيته في الدعوة وجزمه بأنه أهل لها.
الحل: أن نقيم الدولة الإسلامية على أسس المنهج الصحيح ونبتعد عن خطأ الحكم على الإسلام بالمسلمين.
هذا مما يجدر بنا أن نناقش مثلاً كمسلمين وأن نبحث في سبل الإصلاح والتمكين لدين الله لا الإنقاص منه والطعن فيه كما يفعل البعض أخي مسعد.
الحوار قيمة إسلامية. وأضفت وإنسانية أيضاً.
بالطبع. الإسلام دين الإنسانية وتشريعاته إنسانية بل وفيها حقوق الحيوان والحجر والشجر بل ويتناول عوالماً أخرى كالجن مثلا. أنا في مقولتي تلك لم أقصد التخصيص بل التعميم وكانت مقولتي رداً على مضمون ما فهمت من طرحك أخي ورد على اتهام الكثير للإسلام بأنه لا يرحب بالحوار سبب ذلك تصرفات البعض ممن لا يطيقون أن يخالفهم أحد في الرأي.
ردي الأخير على ردك المسهب بشأن مقولتي تلك ولعلي لا أقول إلآ أنني أردت التعميم بها وليس رداً على شخصك فقط. لقد كان الرد في وقت انهمرت فيه الردود في مواضيع شتى ممن يقولون بأنهم مسلمون ولم أجد في قولهم جميعاً ولو إشارة واحدة لما يعكس هذا. ثم إن في التاريخ الإسلامي منذ بداية عهده ما يملأ الكتب بخير مما ذكرت أخي مسعد فلم لم تشر إلى واحدة منها على سبيل الإنصاف على الأقل؟؟
صاحب الفكر لا يغضب لشخصه بل يغضب لمنهجه فيكون حينها ذا مصداقية وذا إنصاف وعليه فقد كنت أتمنى لو رأيت رداً مسهباً في الدفاع غيرة على الدين لا غضباً من قولة ما أردنا منها إلا خيراً. وأرجو هنا أن لا تظن بأنني أتهمك أنت بعدم المصداقية هنا فهذا من عموم القول يفرضه السياق كما فرض ما قلت مما أغضبك.
تحياتي وتقديري