رُضابكِ الرّاح ( ترنيمة عشق )
ـــــــــــــــــ
رضابكِ الرّاح[1] ،،، يا أسمى النساء ، والرضاب ،،، حلالا .
وهنّ العُقار[2] وأنتِ ليلى[3] ، فيا ليلى كم وددتُ أن آوي إليكِ ،،، ليلا .
فيا خير صهارة الأصلاب ، إذ لم يكُ عن تخليقكِ ،،، بديلا .
ويا خير ما دفعتِ الأرحامُ ، وخير الإناث ،،، نوالا .
ويا قاهرة من دونكِ ، أما زلتِ على فجور الحسنِ والسحر ،،، دليلا ؟ .
أعشقكِ ، وأعشق التيه فيكِ ، وعشقي لذيّاك القدّ ،،، مآلا .
فمن سحره كاد أن يُقتّلني ،،، تقتيلا .
وبإيلامه ، يا حبيبة الروح قتلي كان ،،، مأهولا .
وسهمكِ الذي أصْمى أمّ كبدي ، صيّرني عن غيركِ ،،، مشلولا .
وأنتِ الطبيب ، فطببي بنظرة سقمي ، فإني ما زلتُ من رميتكِ ،،، عليلا .
واعتلّ على إثره كُلّي !!! سواء أكان الرمي موجّها أو ،،، محيلا .
فتعاقبت ساعة بعد ساعة ، وليلة بعد ليلة ، وما زلتُ في حب روحكِ ،،، مشغولا .
**********
أحبكِ يا أنكى مجرمة ، فتسهّلي ،،، تسهيلا .
فالحب الذي أودعه الله قلبي ، كان أمره ،،، جليلا .
تعشقينه يا حشو بدني جسدا ، وحشوه روحا ، كما تعشقين نسيما ،،، عليلا .
فبادلي الحشو حشوا ، والحب حبا ، فما ظننتُ ولَهَكِ ،،، كليلا .
برى جسدي حبكِ ، فارحمي يا عصام[4] جسدا ،،، نحيلا .
فكم وددتُ أن أمكث في مهجة القلب ،،، نزيلا .
وكم تسعّرتْ أحشائي غَيْرَة ، فيا روحا وفلذة من جسدي أما من هدأة ولو ،،، قليلا ؟ .
**********
أيا ظبية الكثيب ، هل راعكِ السّبُعُ ؟ فضمّي إليكِ الحسين فإنه ،،، مهولا .
وازفري نهدة الشوق واجهشي ، فإن البكاء ،،، تأهيلا .
وأن الأنوثة لِمَا ران عليها ، صارت ،،، غسيلا .
ثم اهمعي[5] على الخدّ دمعا ، فإنه ورب السماء ،،، أسيلا .
كيف وعدتِ بالوصال ؟؟؟ هيهات ، فالوصل منكِ أبعد ما يكون ،،، منالا ! .
إذ نوى القلب وصلا ، ونوى الظبي ،،، رحيلا .
أوَلستِ أنتِ التي ضربتُ بها في الرقّة ،،، مثالا ؟ .
ثم صُمْتِ دهرا !!! أما آن الفطر ؟ ويحكِ إني أرى في الغروب ،،، هلالا ! .
فالحجر حجر ، وإن كان الجبل كثيبا ،،، مهيلا .
ولكن ستأتين يا حبيبتي طوعا أو كرها ، وما ذاك إلا للعشق والحب ،،، إجلالا .
فقد نذرت للرحمن سمعا وطاعة ، حيث قال فاصبر صبرا ،،، جميلا .
فلا تلومي رغبتي فيكِ ، فالفرس الأبيّ يأبى إلا أنثاه خالصة ،،، زلالا .
**********
خليليّ هل رأيتما كمثلها ،،، خليلا ؟ .
أو هل تراءى من عَزِيف الجان كمثلها ، عيانا أو ،،، خيالا ؟ .
حباها الله نعمة الحُسن ، فاللهم اجعلني على حسنها ظلا ،،، ظليلا .
ويا رب أقامتْ أمَتُكَ عليّ شرطا ، كما على الملهوف أقام القاضي ،،، كفيلا .
وأنْظَرَتْ ، وما الإنظار إلا مطْلا[6] ،،، وتأجيلا .
فاللهم ، بقدرتك يا ذا العرش إن تشف لي ،،، غليلا .
فسُقها وإن أبتْ ، وسُقها وإن شردَتْ ، فأنت اللهم سننت الحب ، فلن أجد لسنتك ،،، تبديلا .
ــــــــــــــ
حسين الطلاع
8/2/2010 م
المملكة العربية السعودية - الجبيل
[1] : الراح من أسماء الخمر ،،، وقصدت الرضاب هو الراح ولم أقصد الخمر الحقيقي ، وقلت الرضاب حلالا .
[2] : العقار من أسماء الخمر أيضا ، وهي التي تعقر شاربها فتذهب ببعض رشده ، غير أنه لا زال متزنا .
[3] : ليلى هي نشوة الخمر ، أو الحالة التي يريد الوصول إليها شارب الخمر ، ومنها أخذ العرب إسم ليلى للفتاة ، أي أنها مُرادا يُراد الوصول إليه .
[4] : العصام هي المرأة العصماء .
[5] : الهمع من أسماء المطر ،،، حيث نقول همعت السماء أي أمطرت .
[6] : المطل هو المماطلة كالذي يفلق الكبد بالمواعيد والمماطلة دون إنجاز .