أختي الأديبة كريمة سعيد
يبدو أن هذا النص كان في منتدى القصة كما فهمت ثم نقل إلى ملتقى فنون النثر ، وأجدني في وسط حوار دائر حول تعريف القصة القصيرة وخاصة ال ق.ق.ج وتمييزها عن النثر والفكرة والخاطرة ....
ولعل هذا يفرض على البدء من حيث لم أتوقع .
على كل حال أشكر جميع الإخوة والأخوات فيما أدلوا به من آراء وأقدرهم جميعا ، وأتفق مع الأخت ربيحة في أن مناقشة تعريف القصة ومكوناتها وما يمت لها بصلة هو قائم فعلا في منتدى القصة ، ولعل في اللقاء الجاري مع الأستاذ حسام القاضي الكثير من الفوائد في هذا الباب ، لذلك لن أدخل في التفاصيل الفنية وإنما سأكتفي بطرح وجهة نظري بتبسيط ما أمكن منطلقا من فهمي الخاص الغير متخصص كقارئ متذوق وكاتب هاو في القصة القصيرة .
فالقصة كما أراها هي ما يصلح أن يطلق عليه ببساطة قصة بالمفهوم البديهي للكلمة وأن يتوفر فيها الحد الأدنى من العناصر التي تضع القارئ أمام حدث وأشخاص وتطور أو تصاعد للحدث وحبكة تبدأ بمقدمة وتنتهي بخاتمة هي ما يسمى في مصطلح القصة القصيرة بلحظة التنوير ، بحيث يخرج القارئ بمغزى أو فائدة ومتعة ، وأن توصل له القصة رسالة يريدها الكاتب أو تولد لديه شعورا أو تجربة شعورية توصله لما يريد له القاص . ومن وجهة نظري فإن الإنسان أو ما يرمز إليه أو ما يحاكيه هو أساس في القصة كعنصر من عناصرها منفصل عن شخصية القاص نفسه وهذا مهم في التمييز بين القصة والخاطرة أو الفكرة .
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة كريمة سعيد
داعبت الأشعة عينيها قفزت من السرير واندفعت
في المدى لا شيء غير أرنب صغير يعدو
ابتسمت ... وعادت إلى المربع الآمن
لم تنتبه لكلب، في حركة تربص وتأهب، خلف عشب كثيف كان الأرنب يراوده
هذه بحد ذاتها تصلح أن تكون ق.ق.ج فقد توفر فيها المقدمة والحدث والحبكة والخاتمة التي تصلح بشيء من التعديل أن تكون لحظة تنوير جميلة جدا ، وكذلك العنوان موفق والمغزى واضح .
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة كريمة سعيد
طلق
جاء على صهوة اليد متوجسا على خجل يخفي لسانه خلف طاقية طويلة نوعا ما
بسطت اليد الأخرى رقعة خاما ونزعت تلك الطاقية فأسال دمعا بلون التبر الأسود
وصال وجال فوقها منتحبا بما كان مخفيا في غياهب الأمل / الألم ومترددا بين حدود الصمت / النطق
وعندما انفتحت الورود وفاح عبيرها ربتت عليه اليد الحانية ووصلته بأختها
فعاد إلى غمده غانما في انتظار نفخة قادمة
هذه الخاطرة حاولت جاهدة أن تكون قصة وكادت أن تنجح ، لكنني وبدون تفصيل أقول كقارئ أنني لم أجد قصة متكاملة هنا بقدر ما شاهدت صورة جميلة تعبر عن القلم والكتابة والكاتب ، شيء يتوفر في كل حالة كتابة ولا يميز حدثا بعينه
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة كريمة سعيد
فكرة
أقبلت بعزم ويقين، شقت الجبين وامتصت الدماغ فاختلطت بالمخ
ذاع صداع رهيب فأمسكت اليدان بالرأس كي لا ينشطر
استكشفت تلك القارة وقطفت منها إكسير حياتها
وظلت تبحث عن تأشيرة العودة
هدأت الحركة واهتدت إلى دربها فانطلقت غير عابئة بمخلفاتها
خاطرة أدبية بديعة كذلك ، بعيدة عن أن تكون قصة لما ذكرت من أسباب
ومن المهم أن أكرر هنا - أختي الكريمة - أن هذه هي وجهة نظري الخاصة وربما خالفني من هم أخبر مني بهذا الفن .
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة كريمة سعيد
ومضة
في ليل بهيم لاحت نجمة سامقة في البعيد
رأيتني عمياء أتكئ على قلمي وأمضي نحو تلك العلامة المضيئة
وكنت كلما تجاوزت حاجزا تناسلت نجمة
واستيقظت على دوي الرعد قبل اكتمال البدر
خاطرة كذلك تصف تجربة شعورية للكاتب تقترب من القصة في احتوائها على الحدث والمقدمة والخاتمة ، تفتقر إلى الحبكة القصصية .
أخيرا أختي كريمة اسمحي لي أن أشدد على ضرورة الاعتناء بالتشكيل - صديقي الذي يهمله الكثيرون - ومراجعة النصوص قبل نشرها لتنقيحها حتى تبدو بألقها الذي تستحقه ، لغتنا جميلة حبيبة فلنعتن بها .
تقبلي مروري ووافر إعجابي وتقديري ، ومرحبا بأي مراجعة .