بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أما بعد
يعتقد كل فريق من الفرق الإسلامية هو صاحب النهج السليم والمعتقد الصحيح في تعامله مع كتاب الله وإستقاء أصول معتقداته من هذا الكتاب المبين
وقد أستغرقت تلك الفرق بجهود علمائها كثيرا من المؤلفات والمناظرات والمماحكات التي يكون بعضها تثبيتا للمعتقد ويكون بعضها ردا على المعتقدات الأخرى المناوئة
والحقيقة أننا جميعنا نؤمن بالكتاب المجيد وجميعنا يخضع أمام نصوصه الكريمة ويتعبد بها
ويختص مذهب أهل البيت عليهم السلام بأنهم من أصحاب التأويل لبعض الألفاظ في الآيات الكريمة إعتقادا منهم بأنها لاتتسق معانيها الظاهرية الحقيقية مع آيات أخرى في نفس الكتاب فيعملون جاهدين على البحث في كلام الله ليجدوا مخرجا من شبهة الظاهر الذي يعتقدون بمن يعتقد بها فساد مذهبه
مما جعل أبناء المذهب الآخر يعيبون علينا هذا النهج حتى أصبحوا يدعون علينا بأننا نأول كل شيء حسب أهوائنا وعندما نطالبهم بالرد عن بعض الأسئلة التي تجعلنا أمام أحد الحقيقتين
حقيقة المعنى الظاهري المخالفة للإعتقاد الصحيح
وحقيقة المعنى المتأول لكي يتماشى مع المعتقد الصحيح
لانرى منهم جوابا واضحا وثابتا ونافعا وسليما وكل مايقولونه هو إثبات ما أثبته الله لنفسه
وإليكم بعض ماتأوله الشيعة من معاني لألفاظ وردت في كتاب الله ولايمكن قبولها عند الشيعة بحقيقة ظاهر معناها
{ يَدُ اللَّهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ } (10) سورة الفتح
فكلمة يد يحملها أتباع مذهب أهل البيت كناية على القدرة والنصرة
أما أتباع المذهب الآخر
فيقولون يجب أن تحمل اليد على معناها الظاهري ويجب إثبات كل شيء أثبته الله لنفسه كما هو ولا يجوز التأويل
طيب ماهو الصحيح وأين الحق مع أي منهج
فالشيعة يقولون عن السلفية بأنهم مجسمة ومشبهة
والسلفية يقولون عن الشيعة معطلة
أرجوا أن يكون الحوار فقط في كتاب الله وإن كانت لدى البعض رغبة في مناقشة بعض آحاديث الصفات فسنناقشها لكن بعد الإنتهاء من مناقشة تأويل آيات الكتاب المبين
أما ما ستتم مناقشته الآن فهي كلمة / يد
التي وردت في الآية
{إِنَّ الَّذِينَ يُبَايِعُونَكَ إِنَّمَا يُبَايِعُونَ اللَّهَ يَدُ اللَّهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ فَمَن نَّكَثَ فَإِنَّمَا يَنكُثُ عَلَى نَفْسِهِ وَمَنْ أَوْفَى بِمَا عَاهَدَ عَلَيْهُ اللَّهَ فَسَيُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا} (10) سورة الفتح
ومن ثم نسترسل لبقية الآيات لنعرف رأي الفريقيين
الموضوع للحوار المثمر والهاديء والآخذ بنا لجادة التوحيد الصحيح