|
ترى هل تعود الأمنيات بسرِّه |
وتكشف عما أودعته بصدره |
وتعزو إليه الردةَ اللا يشوبها |
مناص، جنايات تنحَّتْ لكفره |
برهن الدجى عيناه مذ غادرت إلى |
كوابيسه الأفلاك من سهد بدره |
تمرَّغ بالأجفان حلمين واقتفى |
سقوط الرؤى ما بين صمتٍ وثغره |
ومرساته من حشرجات عبوره |
إلى قصده تحتاج فتوى لشطره |
يبيح تراتيل اليراع وحمده |
يحبِّذ ألا يستغيث بحبره |
تمر به شرق الأنامل قريةٌ |
تضيف إخاء فوق أحلام بئره |
فغارت بأردان النجاوى بضاعة |
يتابعها يعقوب فألا لبشره |
ليعتق من أسر الخيال قصيدة |
تحوم بأقصى نورس غرب صهره |
وتشرق حنَّاءُ المعاني بكفه |
أغاريدَ قلب زَيَّنَتْها لعمره |
له تنثر الضحكات من جيب فرحة |
وتبذر حبات الغرام لطيره |
به مايزال الموت من لحظة النوى |
يقيم وفي أعتابه باب قبره |
يعود بقيثار الحياة مغردا |
ليحيا إذا أفتى القبول بعذره |
وتبعث شكوى الناي في ألف نغمة |
مواويل نزت من مغاليق نحره |
لكِ الحق في تطهير حارات عتبه |
من الغضب الجاثي على صدرجمره |
وحق عليه الاختباء بغيمة |
لتزرع في كفيه محصول طهره |
يقشِّر لوزات الهموم وينتقي |
من الحزن ألوانا تلوب بسره |
تضيق بمعنى الصحو أقداحه التـي |
بها الصيف يأتي من عناقيد سكـره |
وعن نهره ينشق سيلٌ معاصر |
وشوكٌ محليٌّ يجوس بخصره |
بموجة إصلاح مراكبه جرت |
فعادت تجر الضفتين لبحره |
تساومه الأملاح جرحا بغصة |
وتعطيه نفلا كي يليق بقهره |
بأعماقه غاصت قوارير موته |
وليس لديه مركبٌ غيرَ صبره |
حمام القوافي بعد ترويض جرحه |
تراه بمحض النزف يأوي لأسره |
تقمصه المعنى فأصبح شاعرا |
تراوده الأشباح في عزِّ شعره |
فأسرى به الحلم الجميل إلى الهدى |
وفجرا توارى السرج عن ظهر مهره |
وما بين تقريب وتأويل رؤية |
تمخض فجر عن يمامات ثغره |
كليم أنا والنار مني ولا يد |
لفهمي مصيري قبل ميعاد خضره |