(برقية عزاء إلى هارون الفقيد)محمد الأكسر
وحينَ يمرُّ السحابُ عليك
.. و يسخرُ منْكَ
"سأمْطِر فوقَ ترابِك
ثمَّ ستدفعُ ضعف الخراجْ"
و حينَ يجئُ المساءُ
و ينشرُ فوقَ العراقِ شِراعاً كبيراً
و تمسي به باحثاً عن سراجْ
و تنظرُ حولك
أين نداماى؟
أين "ابنُ هانئ" ؟
يَظْهرُ من شاشةٍ تنثرُ العُرْيَ
يهجوك
.. يقدح في العِرض
يَلْقَي بذلك بعض الرواجْ!
و تسألُ عن ذلك العرش
كيفَ تنازلَ
و استوطنته النعاجْ ؟!
و تسألُ
أينَ زُبَيْدةُ؟
أمُّ الأمين
أين المقامُ الرفيع؟
تموتُ الحروفُ على شفتيها
و يُنْزَعُ عنها الرداءُ الثمين !!
و تَظهرُ لؤلؤةً مُطفأةْ
تلقاكَ
..بينكما حاجزٌ لا يلين
تغَّيرَ شكلُ الحبيبةِ
ما ظلَّ منْها سوى شبحٍ
لا امرأةْ
و حينَ تَخُطُّ يمينُك
ذاك الخطاب
"نقفورُ" يا حارساً لحقوق العباد
يا سيدي رحمةً بالضعيف
فيأتي الجوابُ
عليه أوامرِ "نقفور"
يا سيدَ العُرْبِ
قُمْ و اصنعِ الشاي
فلستُ ألُومُك
لستُ ألومُ الإباءَ الذي في عروقك
حين تجمَّد
لستَ الذي يتساءلُ
كيف تسيرُ الأمور؟
فخنجرُنا
كان أسرعَ من سيف
"نقفور" نحوك
و كلُّ الذي سينوون
.. أنْ يصبحوا ذاتَ يومٍ كـ"هارونْ"
كل الذين سيأتون
لن يصنعوا شايَ
"نقفور"
..ذلك فخرٌ لهم إنْ تأتَّى
سيرعون قطعانَ
زوجةِ نقفور
سيرعون تلك
الخنازير
تلك الكلاب البليدة.