|
إِلى رجلٍ تحـنُّ لـه القوافـي |
ويهطل من سماء الشعر نيـلا |
وتعرفه الحروف مع الفيافـي |
أمينـاً راعيـاً سمحـاً نبيـلا |
تعهـد للقصائـد ذات فـجـرٍ |
فأولى الحرف شرياناً أصيـلا |
أنا الولد الذي رضع الأمانـي |
وآخى الفجر مشـواراً طويـلا |
يوزِّع في حنايـا الصبـحِ ودا |
وطهرا ناصعاً غضـاً جميـلا |
ويزرع في رواحي الليلِ نورا |
ويمضي باسمـا حـرَّا أسيـلا |
تواطأ ضدَّ عمري اليوم ليـل |
وقيد حزَّ في روحـي الفتيـلا |
فأغرق في بحورٍ مـن رمـادٍ |
وأطفو فـوق ذاكرتـي قتيـلا |
أُلملِم بعض أشلائي وبعضـي |
تهاوى تحت أوجاعـي عليـلا |
وما يئِستْ عيونُ القلـب لكـن |
أيادي الليل كم تأبى الرَّحيـلا |
أجدِّف في ليالِي التِّيه صبـرا |
وأشرب دمعتي كاسـاً بديـلا |
ويأتي الليل بعد الليـل يقسـو |
فأمسى الصَّبر جثمانـاً نحيـلا |
يطاردهُ الشِّتاء إِلـى خريـف |
فأضحى بعـد بستـانٍ وبيـلا |
كمن دارت عليه الرُّيح حـولا |
وما أبقـتْ نخيـلاً أو فسيـلا |
اُخبئ عن مرايا النَّاس وجهي |
وعن عقلي متاهـاً مستحِيـلا |
وأهرب حيث خطواتي هـلاَكٌ |
وأجلس تحت أحزانـي مقيـلا |
ويا وجع القصائد في حشايـا |
تنـزُّ عيونهـا لهبـاً غليـلا |
حبيسٌ عن حبيبٍ لـي وأمًّـي |
أضاجع غربتـي ليـلاً وقيـلا |
فتنجب في مساء الجرح روحي |
أنينـاً أبكمـا أعمـىً ثقـيـلا |
اُقلب في فضاء الشّعـر قلبـي |
لعلّ الشّعـر يؤنِسنـي قليـلا |
فيا نهراً منَ الألحان قـل لـي |
أنسيانـاً اُنــادم أم خلـيـلا |
فقد شابت مسامي من جراحي |
وصار الليـل إدمانـاً ضلِيـلا |
على مثلي يجوز الخوف عاما |
وإني لا أَخـاف علـيّ ميـلا |