|
أَبناؤُكَ الباقُونَ : أَفواهُ |
وَ البائِدُونَ : الإِيهُ وَ الآهُ |
وَ الجُوعُ و الحِرمانُ أَنهَكَهُمْ |
وَ أَبادَهُمْ عَجزٌ وَ إِكراهُ |
وَ لَقَدْ صَرَفتَ العُمرَ تَدفَعُ عَنْـ |
ـهُمْ ما الذِي قَدْ كُنتَ تَخشاهُ |
لَكِنَّ نابَ الدَّهرِ طائِلُهُمْ |
وَ الفَتكُ بَعضٌ مِنْ نَواياهُ |
فَرَأَيتَهُمْ صَرعَى وَ لَستَ سِوَى |
مُتَجَمِّلٍ خانَتهُ عَيناهُ |
وَ كَأَنَّهُمْ - إِمَّا نَظَرتَ لَهُمْ |
فَوقَ الثَّرَى - لِلصَّمتِ أَشباهُ |
وَ كَأَنَّهُمْ قِطَعُ الزُّجاجِ , دُمَىً |
بَلُّورُها انتَثَرَتْ شَظاياهُ |
طِفلانِ : مَفطُومٌ عَلَى رَغَمٍ |
وَ رَضِيعَةٌ !! وا حَرَّ قَلباهُ |
طِفلانِ : مِثلَ الوَردِ قَدْ ذَبُلا |
وَ الثَّالثُ : الإِعياءُ بَلواهُ |
طِفلانِ ماتا , وَ الأَخِيرُ - عَلَى |
كُرسِيِّهِ المَحمُولِ - أَوَّاهُ |
سَرَقَتهُما كَفُّ المَنِيَّةِ وَ اسْـ |
ـتَبقَتْ لَكَ المَشلُولَ تَرعاهُ |
وَ العَجزُ أَقعَدَهُ لِتَرزَحَ فِي |
قَهرٍ , وَ كَي تَشقَى وَ إِيَّاهُ |
يا أَيُّها المَنكُوبُ ؛ بَعضُكَ مِنْ |
بَعضِ الذِي بِالقَسرِ نَحياهُ |
نَحنُ ارتَضَينا الذُّلَّ فامتَلأَتْ |
أَكوابُنا ذُلًّا شَرِبناهُ |
نَحنُ الذِينَ عَلَى المَجاعَةِ مِنْ |
دَهرٍ , وَ لا مالٌ وَ لا جاهُ |
نَبكِي عَلَى أَمجادِ مَنْ دَرَسُوا |
وَ نَعِيشُ فِي وَهمٍ صَنَعناهُ |
نَنعَى بَنِيَّ اليَأسِ فِي زَمَنٍ |
نَخشَى عَلَيهِمْ مِنْ رَزاياهُ |
أَبناؤُنا الإِملاقُ يَصرَعُهُمْ |
وَ الخَوفُ مِمَّا سَوفَ نَلقاهُ |
وَ الدَّاءُ يَمشِي بَينَ أَضلُعِهِمْ |
قُدَّامَنا حَتَّى أَلِفناهُ |
وَ نَظَلُّ نَحيَى بِالمَهانَةِ فِي |
وَطَنٍ تَقاسَمنا خَطاياهُ |
وَطَنٍ يُخَضِّبُ مَفرِقَيهِ دَمٌ |
وَ يَصِيحُ : ( يا أَللَّهُ ؛ يا اللَّهُ ) |
وَطَنٍ مَشَينا فِي جَنازَتِهِ |
مِنْ بَعدِ ما بِعنا قَضاياهُ |
لِمَنِ اختَلَفنا فِي جَدارَتِهِ |
لَكِنَّنا رُغمًا قَبِلناهُ |
لِحُكُومَةٍ شاخَتْ وَ ما سَئِمَتْ |
مِنْ حُكمِها . لَكِنْ سَئِمناهُ |
سُلطانُها لَو كانَ فِي يَدِنا |
مِنْ أَمرِنا شَيءٌ ذَبَحناهُ |
ظُلمًا يُعَذِّبُنا ؛ لِنَعبُدَهُ |
وَ نَقُولَ : ( أَلَّا رَبَّ إِلَّاهُ ) ! |
بِالأَمسِ - بِالدُّستُورِ - واعَدَنا |
وَ بِجَهلِنا - نَحنُ - انتَخَبناهُ |
وَ اليَومَ يَغصِبُنا ! وَ لَيسَ لَنا |
إِلَّا الذِي السُّلطانُ يَرضاهُ ! |
أَخَلِيفَةٌ لِلمُؤمِنِينَ - عَلَى |
دَربِ الهَوَى - الشَّيطانُ مَشَّاهُ !؟ |
أَمْ حاكِمٌ ؟ وَ الظُّلمُ مَنهَجُهُ !؟ |
وَ الغِشُّ وَ التَّدلِيسُ صِنواهُ !؟ |
كَثُرَ الوُلاةُ , وَ ما الوُلاةُ سِوَى |
وَهمٍ بِهِ تُهنا ! وَ هُمْ تاهُوا ! |
وَالٍ , أَمِيرٌ , قائِدٌ , خَلَفٌ |
راعٍ , مَلِيكٌ , حاكِمٌ , شاهُ |
أَسماؤُهُمْ شَتَّى تَحُفُّ بِنا |
وَ الشَّعبُ مَنْ - بِالشَّعبِ - سَمَّاهُ ؟ |
خَطُّوا لَنا سِفرَ العَذابِ , لَهُ |
مِنْ " قِصَّةِ الآهاتِ " مَغزاهُ |