صحوت ذات يوم في السابعة أو التاسعة من عمري ولا أدري كيف ! , المهم صحوت والسلام , صحوت دون اسم ... دون أب أو أم , لا أقارب ... لا شخص أو حتى خرقة قماش تسترني أو تداري سوأتي , ... لا شيء أعرفه أو يعرفني أو حتى انتسب إليه , ... لا شيء يذكرني بشيء حتى . حين بلغت العشرين أو الثامنة عشر لم أعرف لي اسماً وكان علىَّ أن أقبل بأي اسم أو أن أختار لي واحداً منها وللأمانة وجدت بعض أسماء تجاورني واخترت احدها لأني شعرت به أكثر إلفة من غيره , فمن بين شماسي ... لقيط ... صعلوك وغيرها شعرت باسم صعلوك يشبهني أكثر من غيره فربما يكون من أهلي , لا أكتمك إني استعذبت الاسم واستسغته فكنت أجد فيه شيئا طيباً وبما انه يشبهني لذا اخترته . صار هو الروح ... روحي وأنا الجسد , هو الطائر في الفضاء وأنا ظله على الأرض , إذا حطَّ أحط وان طار احلق . وإذا سقط ميتاً لا يجد سواي يموت فوقه , .. الطائر يموت فوق ظله ! , ... الشجرة لها نسب وأهل وفصيلة تنتسب إليها حتى إذا قالوا مقطوع من شجرة ! , وأنا فصيلتي ... (إنسان) بحكم الشبه والعادة ولا أجد غيره أصلاً أو فصلاً . كان إذا جنَّ الليل ودخل الناس بيوتهم فأوصدوها ... أجد نفسي خارج كل الدور .. في الفضاء المفتوح .. تحت النجوم ... تحت الظلام ... في عتمة الليل وغبش الفجر فكأنمَّا يوصدون دورهم دوني أنا بالذات ! كأني مريض يخشى أن يعدي الآخرين ! وكأني ذئب لا ينبغي أن يكون وسط البشر !.. كانوا يحذرون أطفالهم مني خوفاً عليهم !! ضربوني وشتموني وأدموا جسدي بالضرب وقلبي بالكلمات !! كنت في نظرهم حجراً والحجر لا يحس ولا يشعر !! , وكم سالت من فمي وأنفي الدماء دون أن أشكو لأحد , فقط كنت أئن بالليل من الآمي ككلب مجروح يواسي نفسه بالأنين وحيداً .
بحثت عن شخص يشبهني وظللت أبحث طوال سنوات دون أن أوفق فصرفت النظر عن الفكرة نهائيناً !
إذا فقد شيئاً ذا قيمة فانا سرقته حتى إذا كان سقط من جيب صاحبته حتى إنني صدقت ذلك ! ولم أجد لي دين أو معتقد أؤمن به واعتنقه . فلا أنا مسلم ولا أنا مسيحي , لا بوذي أو هندوسي ,.. لا نبي أو رسول أو حتى اله ولا حتى قدوة حسنة ,.. ذات مرة أعطتني إمرأة مسنة رغيفاً ولحماً .. تصدقت علي به لأنها لم تستطع أن تأكله لكبر سنها وغياب أضراسها ولعلها لم تجد كلباً تطعمه أو قطة ضالة تجود عليه بها ! لذا أعطتني إياه فشكرتها على أية حال . ومرة تصَّدق على هندي بوذي بفطيرة خبز فأكلتها جافة بفعل الجوع والاضطرار ثم اكتشفت ثراء براميل المطاعم بفضلات الطعام فصرتُ اقصدها واكتشفت أن لي أهل على حال !! كنت أقاتل آخرين لأحصل على نصيبي منها , كلاب ضالة وقطط جائعة وأطفال مشردين وبعض كبار السن المعدمين ! حين بلغت العشرين لم أك اعرف نفسي لا جنس انتمي ,.. ذكر أم أنثى ؟!! فشعري طويل وجميل وتقاطيع وجهي تقول إني جميل وليس وسيم ,.. لا شارب .. لا لحية ... وبجسد ينبض بالحياة ! فصرت اقضي حاجتي في الحيوانات والكلاب الضالة والدجاج واشعر بلذة غريبة , وجدت نفسي بالسجن محكوم علي بجرم لا أعرفه ولم أرتكبه , تعلمت السرقة في السجن ,.. لم أسرق قبلها في حياتي . وبعت دمي وأنا في السجن لمن يطلبه ويوافق فصيلته فيدفع لي واكتشفت تلك التجارة , بعدها بعت كليتي مرة ولكن سرقت قروشي ففقدت كليتي وقروش وقررت أن أبيع الأخرى . لكنهم رفضوها بحجة أن الجسم لا يعيش بدون كلية على الأقل !, كانوا إنسانيين على كل حال . أليس كذلك ؟! , صرت إنسان تحركه غرائزه ! أأكل حين أجوع وأشرب أن عطشت ولكل مقام مقال ! ليس لأحد علىَّ من فضل ولا فضل لي على أحد ! كما لا يطلبني أحد ديناً أو صدقةً ولا أطلبه من أحد . صرت ادخل السجن واخرج منه فلا اشعر بفرق !! والفرق الوحيد إن الشارع أرحب وأكبر مدى تزيِّن سماءه النجوم بالليل وبه مساحة للحركة والهرب وللسجن جدران . فأما قاتل أو مقتول ! وفي السجن مورست علىَّ أشياء كنت أرفضها فبكيت لا اعرف لماذا ؟ وأخيراً تقبلتها على مضض ,... داخل السجن ... خارج السجن سيان عندي , تساوى طعم الأشياء عندي , السبت والأربعاء والجمعة يوم واحد بأسماء عدة ! ما ذكرته كان النعل اليمنى من حياتي أما اليسرى فهى كما الأخرى ومقلوبها , فإن قلبت فردتا الحذاء تطابقتا بظهريهما كالصورة المقلوبة في المرآة تطابق صاحبها وهى مقلوبة فالعين اليسرى في المرآة هى اليمنى لصاحبها . بدأت التصق بالآخرين في حياتي منذ أول يوم لدخول الزائر الجديد سجننا ,... بين الثلاثين والأربعين , يبدو أكبر مما هو حقيقة ,... لا يستوقفك أو يثير إهتمامك لنحافته وضآلة حجمه وإنكفاؤه على نفسه وزهده في الحياة , حين أدخل علينا جلس في المساحة الوحيدة الفارغة بطرف الحراسة , نظرنا إليه بإحتقار فسَّلم علينا بإحترام ولم يزد , تهامس الرفاق فيما بينهم , حين أخذ المساجين رغيفه لم يردعهم أو ينازعهم فيه ! وحين صفعه الرئيس على وجهه لم يرد عليه فوجدت نفسي امسك بتلابيب الريس وأوجه لكمة لأنفه جعلته يطير في الهواء وانفجرت نافورة من الدماء في انف الريس فما كان من الزائر الجديد إلاَّ أن حجزنا وفض الاشتباك وأوقف الدم المتدفق من أنف الريس بمنديل أخرجه من جيبه !
: هل هو المسيح ؟! ..- إذا ضربك شخص على حدك الأيسر فادر له خدك الأيمن - . هكذا سمعت شخصاً يقول ذات يوم وأنا مندهش جداً للتصرف !,.. صرت اقترب منه وأتقرَّب ليه , حتى صارحته بمن أنا وما أنا ! قال لي : أنت إنسان طيب لم ينصفك أحد . وعلى يديه تعلمت الحياة ! عرفت الخير وعملت بالإحسان وتجنبت الشر ما إستطعت . صرت لا أأكل إلا بعد أن يفرغ من أكل رغيفه وفي معظم الأحيان نتقاسم طعامنا معاً ثم إنضم إلينا الريس لاحقاً وصرنا أصحاب وشلة واحدة . ثم علمني القراءة والكتابة فأتقنتها في ظرف ستة أشهر حتى مرضت بقراءة كل ما يصادفني ,.. صرت أحفظ في جيوبي كل ما أجده أو يصادفني من قصاصات الورق والجرائد , حتى إمتلأت جيوبي وتحت وسادتي - من خرق القماش القديم - بكل أنواع الأوراق ,.. أوراق جرائد ... أوراق كتب ... أوراق دفاتر مدرسية لبعض طلاب المدارس ودخلت حياتي مرحلة جديدة ! فلقبوني بالمجنون لكثرة ما أحفظ من أوراق , أسأله أن استعصى علَّى فهم كلمة أو أشكل على معنى ! كنت أسأل الخبير وكان اسمه الخير فسميته الخبير لأنه كان عليماً بكل شيء أسأله فيه . وعرفت معنى الخير من اسمه فكل شيء يشبهه فهو خير وكل ما يناقضه فهو الشر والشيطان نفسه , كذلك علمني الجمع والطرح والحساب وقصة التاريخ والجغرافيا وغيرها فصرت اكتشف أسراري وألغاري فأحَّلها , صر ت افعل ما يفعل واترك ما لا يفعله , سألته هل أنا إنسان ؟! قال بحزم : . نعم . قلت كيف ؟ قال يكفي انك بيننا الآن فلو كنت غير ذلك لما كنت بيننا الآن . قلت : لماذا أنا مختلف؟! قال كلنا مختلفون . قلت : هل لي أب ؟! قال : نعم . أضاف ثلاثة أشخاص فقط في الدنيا بدون أب ... ادم عليه السلام لأنه خلق من تراب .. وحواء لأنها خلقت منه ... والمسيح عليه السلام لحكمة أرادها الله . قلت : ومن أبي ؟ صمت برهة ثم قال :- أترضى أن أكون أبوك ؟! قلت : يا رأيت . قال سأكون حتى تجده . قلت : وأمي . قال :- ستجدها حتماً . قلت في نفسي ... ربما . في ذلك اليوم بكيت كثيراً في داخلي ودون أن يضربني احد !! ... عرفت أن وجع الضمير أكثر إيلاماً , .. في ذلك اليوم ولدت مرة أخرى ! كانت أمي التي عرفتها هى... الدنيا . أمي الأولى لم اعرفها بعد ! شخص غريب , الخير ... اسم على مسمى ! .. لم أجد فيه أباً لوحده ... بل أسرة بكاملها ودفعة واحدة , صرت أجد عنده الإجابة على كل ألغاز حياتي وصارت هوايتي إيجاد الألغاز وحلَّها , كلما وجدت سراً حللته وبحثت عن غيره . صار علي يدور كالترس الذي يحرك بقية التروس , في البدء كانت العملية شاقةً وتحتاج لجهد كبير ثم وبمرور الوقت أصبحت أسهل من شرب الماء ,.. أصبحت أسئلتي تكبر وصرت لا اكتفي بقصاصات الورق ثم مرضت بداء (الكتب).. قرأت كل ما وقع تحت يدي , ومن قراءة واحدة فقط أفهمه وأحفظه صورة وصوت , صارت عجلة التروس تدور بلا توقف ,.. حتى وأنا نائم أجد نفسي أقرأ وأحفظ , وأفكر وأنا نائم . فاستيقظ صبيحة اليوم التالي وأنا محمر العينين ومجهد لأنني ظللت مستيقظ في نومي ! ,... صار عقلي يغلي كالمرجل وأنا نائم وأنا أأكل وأنا مستيقظ وأنا جالس حتى وأنا أتبول واقضي حاجتي وأنا امشي ... وأنا راقد .. وأنا .... وأنا .... وأنا.... وأنا.... وأنا.... وأنا.... وأنا . صرت أعرف الأجوبة قبل أنا يقولها أصحابها لأني كنت أسأل نفسي وأجيبها وأتأكد منها حين تتطابق إجابتي مع إجابتهم , بل وصل بي الأمر أن أخمن الأسئلة قبل الأجوبة ... حتى صرت الشيطان نفسه , ... أنظر في عيني كائن من كان وأقول له أنت تفكر في كذا ! فيدهش , بل يكاد يجن . وأقول له انك ستصاب بالمرض خلال أسبوع فيصدق قولي , فان قلت له ستموت خلال أسبوع مات وهماً ! .. والأغرب إنني صرت ارسم للناس قدرهم فيمشونه مصدقين ! صرت افهم في كل شيء وأفكر في كل شيء , فقط أفكر .. ثم أفكر ... ثم أفكر . قلت للسجناء أن هذا الجدار في السجن سينهار فانهار بعد بضعة أيام , لم أك إلا ملاحظ ومحلل , رأيت الفئران تخرج من كوة فيه ثم تعود محملة ببعض الطعام لصغارها , قلت هم إذاً قبيلة من الفئران والكوة ممتدة وبما أن الدنيا خريف والكوة دون مستوى الأرض إذاً ستدخل المياه الجحر وسينهار الجدار , لم اقل لهم ذلك بالطبع . بعد انهيار الجدار انهاروا جميعاً حتى مدير السجن نفسه وطبعاً وصلته الأخبار , صاروا يستفتوني في شئونهم الخاصة! أسررت لأحد السجناء أن زميلنا الذي يشاركنا الحراسة سيموت في القريب ! فلم يصدق , وما هى إلا أيام قلائل حتى أعلنت وفاته ! , قال صاحبي الذي أسررته إنني قلته وجاء تقرير الطبيب أن الوفاة طبيعية ! في ذلك اليوم أصبحت شيئاً لا يصدق ! إذا نظرت في عيني احدهم بكي حتى تزهق روحه من البكاء , ولم أك اعلم الغيب ولكني لاحظت أن المتوفي لا يتبول بصورة طبيعية مثلنا ولاحظت إلى أسفل عينيه قد تغضَّن فأدركت انه يعاني من فشل كلوي وحين رأيته يعصر رأسه بكفيه من شدة الصداع أدركت أن الأمر قد إستفحل وحين رأيت شحوبه وجفاف بشرته وترققها حتى صارت كبشرة عجوز أزمن عليه الدهر ! وبما إنهم لا يهتمون لشكوة المرضى ويظنوهم محتالون إذاً فإن الأمر لن يطول وقد صدق ظني في ذلك اليوم سألني احدهم :- متى أموت ؟! لكنه تراجع خوفاً وصار يطلب المغفرة , قلت له اعتذر أمام الجميع ففعل وهو يتبول على ملابسه من شدة الخوف !! في ذلك اليوم طلب مني مدير السجن أن أمد له السن المعاشية ! أو أن ينسوه بعض الوقت ! وفي ذلك اليوم أيضاً انقلبت الحال ... صار الخبير يسأل وأنا أجيب ! , علمني الانكليزية فأتقنتها في بضع أيام فقط ! فزادت معرفتي ومقدرتي على التفكير وطرح الأسئلة داخلي , صارت أسئلتي (كونية) بعد أن كانت بسيطة , .. صار المساجين يتحاشوني ويهربون من أمامي , إذا وقفت وقفوا حتى أأذن لهم بالجلوس ! , صرت اجلس وحيداً ولساعات طوال لا يكلمني أحد ولا اكلم احد ,.. أصبحت أتحكم في عضلاتي اللاإرادية شيء واحد عجزت عن السيطرة عليه ... عقلي ... صار لا يستجيب لي وبقى الوحيد الذي لا يطيع أوامري . أنا الذي يوقف تنفسه ونبض قلبه متى أراد ولأي وقت شاء ولا أستطيع أن أسيطر على عقلي أو أوقفه لحظة عن التفكير ! صرت أفكر وأنا نائم وأنا مستيقظ وأنا أسير .. صرت أفكر .. أفكر .. أفكر .. فقط عقل يفكر ... كمن ينظر فصي مرآة متقابلين بينهما مخ !! فكرت في وضع فوهة مسدس بين عينيَّ أو تحت صدعني فيخرج المخ من الجهة الأخرى ويسيل خيط من الدم تحت الثقب ويتوقف كل شيء كما تطفئ لمبة من المفتاح . كل ذلك لم يروع عقلي عن التوقف في التفكير ,.. صرت أفكر .. وأفكر فقط ثم لا شيء صرت عقل بلا جسد , وعقل فقط ... عينان محمرتان مجهدتان من طول السهر وعدم النوم والإرهاق المتواصل دون توقف وحبل من التفكير المتصل , صرت لا أنام إنما يغمى علىََ بفعل التفكير والإرهاق لفترة قد تصل لبضع دقائق أعود بعدها كالمهووس ... صرت عقل لا نهائية . عقل ممتد في فراغ لا نهائي ثم لا شيء . تمنيت أن أرى نفسي مرمي على الأرض برأسٍ مثقوب وحولي بركة من الدماء . صرت أرى حياتي نصفين كفردتا نعل معكوستين , يمنى ويسرى أو قل كبذرة ذات فلقتين تكونان مولوداً أو جنيناً ... هو أنا , اليمنى إنسان مهذب من الخارج ومضعضع وكلي أوجاع والآلام ورضوض والأخرى أنا المهدود بالتفكير ومثقل بالألم وأوجاع داخلية لا تحتمل . حين سألني القاضي :- هل تعترف بارتكابك جريمة القتل ؟ أومأت برأسي , قال :- أنطق . هززت رأسي علامة الموافقة بالإيجاب , أعاد علىَّ السؤال وأضاف :- أريد إجابة أكتبها . لم أقل شيئاً . قال رأوك تفعل وأشار إليهم فصمتوا ولم يقولوا شيئاً ! ربما لخوفهم مني ومن غضبي عليهم! , ولما لاحظ القاضي صمتي قرر إنتداب محامٍ للدفاع عني كما قرر إحالتي للطب النفسي ليقرر مدى صحتي النفسية والعقلية كي لا يحكم بقتل مجنون يرفض الدفاع عن نفسيه في جريمة قتل , وجاء التقرير بسلامة عقلي فإنتدبت المحكمة محامٍ للدفاع عني , حين جلس إلى المحامي لفق لي مسرحية أقولها ويكمل هو بقية الفصول ! كان على القول أن المرحوم آذاني وآلمني وأن أبدأ في البكاء فيكمل هو الباقي . لكني وأمام القاضي قلت :- كان الخبير بشراً استثنائياً , أحبني كإبنه وإحترمني كما لم يحترمني أحد وإنه علمني القراءة والكتابة وأعادني لنفسي إنساناً لأول مرة في حياتي ولم يمسني بسوء قط كما ادعى بذلك محامي ونصحني أن أقول ! , كنت قبلة أضرب وأهان وتمتهن كرامتي وأعذب من الجميع لا لسبب أراه , كنت كالحجر الملقي في الطريق , وجدت نفسي وسط مسلمين فنسبوني إليهم بحكم وجودي بينهم ,.. سيدي القاضي لست كما تزعم إنك حارس للعدالة طالما إنك مطمئن أن الحياة تسير كما ينبغي لها ولا يثقل ضميرك أحد ممن حكمت بإعدامهم , أضفت .. سيدي القاضي : أن الذي أحاكم بقتله شخص غير عادي ولا يشبه البشير في شيء ! ... بل هو ملاك ما كان ينبغي له أن يدخل دنيا البشر لذا كان ينبغي له الموت ..., أحبني واحترمني وبذل جهداً خارقاً ووقتاً ثميناً لأجل تعليمي القراءة والكتابة . هنا استشاط القاضي غضباً وقال :- لماذا قتله إذاً ؟!
قلت :- لأنه بفعلته تلك فتح في راسي كوة من الجحيم ولم تسكن في راسي لحظة ... أضفت سيدي القاضي .. أتوسل إليك أن تأمر بإعدامي لأجل أن تسكتها والى الأبد . ضرب القاضي الطاولة أمامه بمطرقة من خشب ظل صوتها يترد في شكل صدى وقال:- ترفع الجلسة للنظر والتداول ثم تعود لإصدار الحكم !!! .
فائز حسن العوض الحاج