نصحني آخى أن ادعوا الله أن أقع في يد شخص يحافظ على " يارب لبى ندائي " حملني بائعي إلى حيث تجمع زملائي ... يا لهى إنهم متعددي الأشكال لكن يبدو أنهم من جنسية مختلفة .. لماذا هم بمصابيح و أنا بشمعة ...؟! لا يهم فلكل شكل و جنس لنا شاري .. ليست هذه قضيتنا ...في المساء كانت ألواننا تبرق في عيون السماء ، التف الناس حولنا يترمقوننا بأعينهم و يتفحصوننا بأيديهم و ينقلوننا من أماكننا ، على الجانب الأخر كان هناك طفل ينظر إلينا بعين مكسورة يرتدى جلباب قصير لا يكاد يلحق بأرجله التي تشبه القصب الذي رايته في محل العصير الذي يجاورنا .... ألن يتقدم إلينا ليتفحصنا كما يفعل أقرانه ؟...اانادى عليه ؟ لكن لن يفهم لغتي ... اقبل يا فتى لماذا تقف بعيدا ؟ لو أن لى قدمى رجل لهرولت إليه ...أقبلت عليه امرأة ضعيفة الجسم بسيطة المنظر يبدو أنها أمه ، أشارت إليه بالانصراف فأشار بإنمله الصغير إلى حيث موضعنا على الأرفف فنظرت إلينا ، و عندئذ اصفر و جهها و تحدقت عينها و كأنها رأت شيئا منكرا و صرخت في وجهه تأمره بالانصراف .نظر الصبي إلى الأرض باكيا و أدار ظهره نحو طرق انصرافه ، استشاط راسي غضبا مما رأيته لماذا لم يأتي إلينا هل لا ننال إعجابه ؟! أم ليس معه ما يشترى به احد من زملائي ذوات المصابيح أو حتى أنا أو احد من إخوتي ؟!! أظن أن الإجابة الأولى خاطئة و الإجابة الثانية هي الصحيحة ...و بينما أنا على ذلك إذ تخطفتني يد صغيرة و لكنها كمخلب نسر يخطف بدجاجته يرتدى شورت طويل و تيشرت عالي الذوق ، قال لامه - حسنة المنظر - " اننى أريده يا امى " و أشار الى حيث مكانى على الرف فإشترتنى له .ركبت معهم السيارة ذات الطقس البارد رغم أن المناخ كان بالخارج ساخن جدا و إذا بيده تسقط على راسي و تخبطني من اليمين و اليسار ...، يا ألهى كف عن العبث بي أيها اللعين لقد سئمت منك من يومي الأول معك ...، أتمنى لو أننى أستطيع الخلاص منك ؟يبدو أن باب السماء كان مفتوحا في ذلك الوقت فإن الصبي قد جرح و هو يعبث بي فأخذ يصرخ ...، إن صوته مزعج للغاية.ألقى بي و طلب من أمه أن تشترى له فانوس أخر من زملائي فأعدتني مشكورة إلى بائعي ... و في المساء جاء الصبي الأول للمرة الثانية و ظل يترمقنى بعين مكسورة و أنا انظر إليه بقلب مختلع أريد أن اقفز في يده ثم رجع بعين باكية و كان كل يوم يتكرر هذا الموقف إلى أن انتهى الشهر الكريم و ألقى بي في غرفة مظلمة و سمعت صاحبى يقول اننى سأظل بها إلى أن ياتى الشهر الكريم مرة أخرى.....