|
حلـَمتُ أني رَويت الماء من بردى |
عذباً نميراً يذيب الهمَّ والنكدا |
حولي رجال ضياء الحب جمَّعـهم |
لا يعرفون فساد القلب والحسدا |
أيديهم في مجال الخير فائضة |
عمَّ البلاد وأهل الحيِّ والولدا |
حبُّ الذوات بعيد عن نفوسهم |
وفضلهم لجميع العرب قد نهدا |
دبيُّ عندهمُ وهرانُ منزلةً |
بغداد في شرعهم كالقدس أختَ فِدا |
جازوا إلي طريقاً لا حدود لها |
ولا موانع سفر تورث الكمدا |
ولا عواصمَ ، لا أعلام تبعدهم |
توحي بأن لكل منهم بلدا! |
الأمن رائدهم ، والعز ديدنهم |
والكل يحيون في أوطانهم رغدا |
ولا قويَّ بشرع الغاب يحكمهم |
ولا ضعيف ينال الضرَ واللددا |
وقد حلُمت بجيش العرب منتصراً |
على العدو يعيد الحق معتمدا |
على المحبة والإيمان منطلقاً |
بهمة ، وعلى الديان مستندا |
شعارهم طهِّروا القدس الشريف ولا |
ترضَوا بغير جميع الشمل متحدا |
لا تركنـوا للألى خانـوا الإله ولـم |
يرعوا ذماماً وباعوا الجد والتلدا |
وقـد رأيت بيـوت اللـه عامـرة |
وقد رأيت شباب الطهر مجتهدا |
وقـد رأيت بيـوت العهر خاليـة |
وقد رأيت الخنا قد زال وابتعدا |
وقـد رأيت الهوى قـد بات مرتحلاً |
وقد رأيت الهدى والنور والرشدا |
وقـد رأيت شـتات الكفـر مرتجفاً |
وجحفل الدين والإسلام متقدا |
ورحت أحلـم فيما لاأصـادفه |
في مهمه العيش إلا ردني وَجِدا |
لمَّـا أفقت رأيت العيـن دامعـة |
والجسم مرتهقـاً والقلب مرتبدا |
حتى وأنت مع الأحـلام ياكبدي |
تنوء حملاً ويأتيك الأسى صَعَدا |
لهفي عليَّ فمـا أنفـكُّ في حَزَن |
حتى أرى النصر في أفيائنا ابتردا |
حتى أرى المجد في عليائنا جبـلاً |
وبلبـل الحب في آلائنـا غَرِدا |