|
ليلة ُ القَبْض ِ على حـُلـُمـِي |
اثنان ِمع بارد ِالأعصاب ِ بينـَهمـَا |
أطرقتُ حبرا ولم يَحـْسِمْ له بصرا |
رأيٌّ وسايرتـُه عندَ الدجى قلما |
فاصَّعـَّدَتْ ثـَيَّبَ الأهداب ِ ،واقعـَها |
كـُحْلُ الأسى، أعينٌ لمـَّا تطأهـ(ا) سما |
هنالك الشجنُ المفقوءُ آنسها |
وكيف يـُؤْنـِسُ عذراءَ الصباح ِ عمى؟ |
الأعميانَ وبحرٌ جفَّ أشرعة ً |
وزفرة ٌ قاربتْ سطحَ الشقاء ِ لـَمَى |
لو يَعصران ِغيومَ الحظـِّ لانكفأت |
(أصابعي الخرسُ) شعرا تقتفي العلما |
ضحَّا بعصريهما واسوَّرا زمني |
لولا الظروفُ لكانا تحتـَه قـَدَمـَا |
ما لستُ أدركـُه من أيِّ نائحةٍ |
أو خـِلـْسَةٍ ربضتْ ما بينـَنـَا، قــَدِمـَا؟؟!!! |
وقد تآلف كربٌ منهما وأسى |
ضدي،وما أشبعا حوتــَيـْهـِما نـَهما |
وبعد حين تخلـَّت عن مناصرتي |
عيناي فالتحقا في جبهتي سأما |
ولحظة بُعثرت قـُدَّامَ بوصلتي |
أشياءُ أحسـَبـُها من وقعها صنما |
بإصبع الغيم ِ شقـَّا صدرَ خارطتي |
وأفرغاني على صوتيهما نغما |
وأنزلاني لجبٍّ لستُ آهـِلـَهَا |
لو أنني لم أوفـِّقْ ذاتَ بينـِهما |
وحدي هناك غريبُ الوجه أجهلني |
إلا إذا ارتعشتْ دلوٌّ بها حـَلِمَا |
وأثلجا كيدَهم والبعدُ يسألـُني |
أيني ؟ فعاد الصدى بالردِّ: أين هما |
تشبَّع الموت منا، كيفما انسكبت |
أقلامنا حـُمِّلَتْ فوق الضَّياع ِ ، أما ؟ |
جاءا عِشاءً أبي كي يبصما بدمي |
وأحضرا عن غيابي شاهدين : هما |
وعشتُ في تهمة مثـَّلـْتـُها كذبا |
وما عرفتُ سوى الاثنين مـُتـَّهَمـَا |
حتى إذا استبقاني القولَ كذَّبني |
بعضي وصدَّقـْتُ ما جاءا به قـَسمـَا |
من يومـِها ما افترى ليلٌ على سـُبـُلي |
إلا وسارا على آثارِه ِ قـُدُمـَا |
أجاهدُ السيرَ خطوا كلما انسحقت |
دربُ أميط عن التحقيق ِ ما اتـَّهَمَا |
أين انحرفتُ أجدني في مواجهتي |
حتى إذا ضِعـْتُ مني ألتجي لهما |
نصفي لغزة والأقصى يناصفني |
سوراً لـِيُسْقـِطـَني من كيدهم قـِدَمـَا |
ما أتعس الصبرَ منا حيث نبدله |
يتما وَنـُرْقـِعـُهُ حزنا إذا انصرما |
هنالك اتجهتْ للصيف قافلة |
كي تحصدَ الريحَ من كفـَّيـْهـِمـَا بـِهـِمـَا |
وعشتُ معترفا أني، ولست أنا ، |
من قدَّر الجرحَ لكنْ لوَّثاه دما |
عنـَّا الزمان تقصَّى كلَّ فاجعةٍ |
وقسَّم الحزنَ فيما بيننا رُزَمـَا |
فكان لليتم سهمٌ والخيام لها |
يتمٌ،وما أحضرا ذنبا ولا استهما |
لكنه الحقد إن أصغى لقبعةٍ |
سوداءَ عشناه بحراً بالدما رُسـِمـَا |
بالطيش ِ آهلة ٌ عيناي، لست أرى |
إلاهما بغسيل الذنب ملتزما |
تالله تحتَ قميصي كلُ نائلةٍ |
وذئبُ يوسفَ لمـَّا يرتكبْ نـَعـَمـَا |
أقدِّمُ العفوَ عنـِّي كلمـَّا انطلقتْ |
كفــَّاي في نخلة كي تقطفَ الكـَلـِمـَا |
فأسقطت بيد ِ التاريخ ِ سابقة ً |
ضمَّت إلينا من الأنباء معتصما |
ذاك النصيفُ تولاهُ السقوطـُ كما |
بالشعرِ عن أمتي لم أُسـْقـِط ِ التـُّهما |
بيني وبينيَ ثأرُ والقتيلُ أنا |
ومن دمائي هروبا ً جـِئـْتُ بينـَهـُمـَا |
أكان كشفُ ترابي تهمة ً ليدي |
ومعولي صار بالإرهاب ِ مـُتـَّهـَمـَا؟ |
إذا جمعت من الأطراف مذبحتي |
ومن مخالبِ دهري كنت مستهما |
ما أحوجَ الصمتَ للأقلام تـَسْحـَقـُهُ |
ويصبح الرأيُّ فيما بينـَـنـَا رحما |
تبا لأحذيةٍ لم تنطلق شرفا |
أو لعنة ً لوجوهٍ خانت الذمما |
زيتونة ٌ بدمي تجري فيعصُرُها |
قدسٌ ليزرعَني في ضفتيه ِ حـِمى |
لا أبتغي من سهول ٍ غيرَ داليةٍ |
فيها أراني بشط العرب ِ مبتسما |
وشعرة ً حـَظـِيـَتْ من لحيتي زمنا |
تأخـَّرتْ عن قبولي لونـَها ألما |
كأنها رجعتي الأخرى تــُكابدني |
ناري وقد عاينتْ من ردتي الندما |
رُدَّا غدي من جيوب الليل ِ أبدلـُه |
ببيت شعر لعلي أشتري قلما |
ودفترا وكتابا فيه ذاكرتي |
وصوتُ أميْ يلبـِّي الفجرَ محتشما |
أهذه حكمة المجنون أم وطرا |
أقضيه، محض افتراء غِبْتُ عنه فما ؟ |
عودا على غابة ٍ أودعتـُها بطرا |
نومي فردته غـِرَّا يجهلُ الحلما |
فتشت عن مدني في قبو حسرتنا |
فعدت منها بخوف يكسرُ القدما |
من قبلُ هزَّتْ شباكَ الصمت نائبة ٌ |
وران جرحٌ على أصواتنا ورما |
وقبلُ هذا هناك البئرُ حاضرة ٌ |
في رحل ِ يوسف كيلا طفـَّفَ القيما |
ماذا ألملم من عمر أضعت به |
عمري وناصرتْ عن شعر ٍ به العدما |
خوفٌ وأمنٌ تـُراباً حـَوَّلا أملي |
وجاءني الأمر أنْ أختار أيــَّهمـُا |
فاخترتُ للسجن نفسي ،تلك معضلتي، |
قـِفـْلا وشيـَّدتُ حولي منهما هرما |
هـَب أن لي أمة ً ليست تحاصرني |
بين الحدود فهل أنسى لها الشيما؟ |
هبْ أن لي امرأة ً أجـْهَضْتُ مقلتـَها |
حتـَّما سيحكـُمُني بالمقلتين عمى |
وأختفي من عوادي الحلم ِ معتزلا |
مـَنْ كنتُ آتيه والعتبى لنـِخـْتـَصِمـَا |
على شفا اليأس شعري والحروفُُ على |
يأس ٍ تحفـَّز لولاه الصراخُ طمى |
وأترب الكأسَ صِرفُ الهم منشغلا |
عني فأكبرتــُه أن عاد لي شـَبـِمـَا |
أجادَ كسرا ً لطوق السُّكر، بعد إذن |
حاولت جبرا ً لقلب ِ العقد فانفصما |
لا ريب خيـَّبْتُ أمي حينما نذرت |
ثوبا تزينه من موطني علما |
خوفٌ ورثناه طفلا يرضع القلما |
وصار كهلا ولم نعلمه قد فطما |
وصار فينا عصيَ الرأي نـَنـْشـُدُه |
عزما فـَيـُجْلـَسُ فيما بينـِنـَا حـَكـَمـَا |
إذا اختصمنا على ميراث خيبتنا |
جئناه عـَنوة َ أقلام ٍ لنقتسما |
مذ كان يدرأ عنه السيفُ حُجـَّتـَنا |
وأنشب الجبنُ فينا، صاحبتـْهُ دُمى |
وما تخلـَّف منـَّا غيرُ ذي قدم |
لو أقحمت لغد لاستعمرت قمما |
لكنهم آثروا تضميدنا بدم |
صدق ٍ، وقد ألصقوا في ضعفنا التهما |
ولو تنحنح حرفٌ أو بدا قلم |
منا لأيقنت أن الظلم قد هزما |
لكن سيرته تأبى، ونخوتـُنا |
تأبى سوانا له أن يصبحوا خدما |
ما خنت غزة َ شعرا أو مضيت لها |
ميتَ المساء ِ،ولم أحنث بها قلما |
مع فارق العذر لولا أمة ٌ كفرت |
بالجهل ِ منا علينا لاستوى صنما |
وَجـُبـّْتُ نفسي لعلي بينها وطني |
ألقاهُ عندئذ ٍ أحكي له الحلما |
حتى إذا أشرقت شمس وبادلها |
جرحي اليمامُ تمنيت الصباحَ فما |
حاولت إبعاد حلمي عن ملاحقتي |
فعاد من أخمص الجرح الذي التأما |