وكـأيِّ ذي فَنٍّ.. له شكوَى الفراغِ
إذا تَمَنَّى أن تجيءَ جماعةُ الأفكارِ
زائرةً ولو في كلِّ شَهْرٍ مرةً
فتَصُبُّ ماءَ جديدِها في رأسِ غُرْفَتِهِ
ترَتِّبُ للهواءِ تَرَاكمَ الأنفاسِ
تلعقُ بالأثاثِ ترابَ وحدَتِهِ
وتَصنَعُ مَشهدًا.. واثنينِ..
مسَّاكُم إلهي بابتِكارٍ
لا يفارقُ دارَكُمْ ومشاهِدٍ تَملا عليكمْ
سوسناتِ العَيْشِ
طِبتُمْ.. طاب هذا الصفوُ
في حُلمِ المُسالمِ
إذ يجيءُ بغيرِ ميعادٍ ليغدوَ
واحدًا منكم..
صباح السَّيْرِ يا أهل الرؤى نحوَ الأمام.
قد كانَ مصباحُ ابتسامَتِكُم
دليلَ القادمينَ بسِلْمِهِم
يتلَمَّسونَ به المضاءَ من المجالسِ
راجيًا ألاَّ ترَوْهُ على مثالِ السَّوءِ
من طيفٍ دخيل.
لو كان لي أن أقرضَ المعنى موادًا للبناءِ
فإن عندي من عِدادِ الزَّحْفِ
قرميد الصُّوَر.
إن رَصَّهُ جوعُ الخواطرِ فيه سطرًا
ثم سطرًا..
ثم سطرًا..
كان للمشروعِ من أسمنتِ شحنتنا المليئةِ
بالتَّذكُّرِ.. أن يدِسَّ من الحماسةِ نفسَهُ
بين السطور..
وكـأي ذي فَنٍّ..
يؤَلِّفُ من ذكورِ النَّحْلِ جَيْشًا للتصورِ
إن أرادَ لكل ما يَحْيَى اختصارًا واصفًا..
هو مُغرمٌ أن يجمعَ الأقمارَ
في ميداليةِ الأرقِ المؤَلِّفِ بين مفتاحَيْنِ
أو ما قد يزيد.
أنَّى رآه ازدانَ من غُرَفِ التَّـأمُّلِ
صَفَّها الشَّبَهُ المُكَوِّنُ لقطةً
ليست تعاد.
ما قال أينَ وإنما عبثًا تَمَنَّى
أن تجيءَ جماعةُ الأفكارِ
زائرةً ولو في كلِّ شَهْرٍ مرةً
فتَصُبُّ ماءَ جديدِها في رأسِ غُرْفَتِهِ
ترَتِّبُ للهواءِ تَرَاكمَ الأنفاسِ
تلعقُ بالأثاثِ ترابَ وحدَتِهِ
وتَصنَعُ مَشهدًا.. واثنينِ..
4/4/2010