حبيبتي والمساء- قصيدة شعر
عبدالغني خلف الله
أكتب إليك يا حبيبتي هذا المساء
أكتب عن غيمة من الشذي
وعن قلادة من الضياء
عن ذلك الذي يجيء متعبآ بساحة العيون
هابطآ علي مرافيء الشفاه ..
أكتب يا حبيبتي ..فهل يجوز لي
أن أكتب عنك .. إليك ؟
وأن أريق حزنيّ المقيم أنهراً لديك ..
فمن سواك يفهم الذي يطيش
في مراقد الفؤاد ..؟
ومن سواك يعرف الذي
أفاء في حياتنا السهاد ..
أكتب قبل أن يحل موسم البعاد والدموع
لعله وإن أراد أن يغيب عن عيوننا
يدلنا بموعد الرجوع ..
أكتب يا حبيبتي عن الخلود
والإباء والإراده ..
عن أدمع تبلل الوساده ..
عن ذلك الذي يجيء مرة
مضاحكاً وباذلاً يضج بالجمال والفتون ..
ومرة مباعداً ومجدباً
يهمي سحابة من الأنين
ومرة يقسو .. كأنني ولا عرفته
ولا حفظته ولا رجعت
من مواجع الرقاد (أشتكيه) للنجوم ..
أكتب إليك يا حبيبتي
عفّوك إن أطلت في الكلام ..
فأنت ملتقى خواطري وأنت واحة الوئام
فكيف لا أبوح بالغرام ؟
فمثلما يوزع المساء طيفك الحبيب في مشاعري
مثلما يجيئني الشذي
ليقطف الدموع من محاجري ..
أكتب باحثاً عن اليقين في الظلام
عن حبنا الذي يتوه في الزحام
فما عساي فاعل بكل هذه المشاعر الغزيره
من يرسم الطريق في خارطتي الكبيره
ومن يدلني فقد كبرت باتجاه فترة الطفوله
حلمت أنني أتوق للصفاء والغناء والأماني
لكنني أعود فجأة وفي ثوان
لأغزل الحروف معطفآ من الضياء
فوجهك البريء والمساء
هما هنا في وحدتي في حزنّي الكثير
فأغدقي عليّ ذلك الندي الوفير
وهات لي وسامة الأريج والعبير
وغنني يا فرحة الفؤاد لحننا الأثير
وذوبي مواجعي في المقطع الأخير