وما قتلوه وما صلبوه ولكن شبه لهم
عبدالصمد زيبار
ورد أن اليهود لما هموا بأخذ عيسى عليه السلام و قتله و كان مع عشرة من أصحابه فقال لهم: من يشتري الجنة بأن يلقى عليه شبهي، فقال واحد منهم أنا، فألقى الله شبه عيسى عليه فأخرج فقتل,و رفع الله عيسى إلى السماء..
و الحدث أورده الله عز و جل في كتابه العزيز : ( وَقَوْلِهِمْ إِنَّا قَتَلْنَا الْمَسِيحَ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ رَسُولَ اللَّهِ وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَكِنْ شُبِّهَ لَهُمْ وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُوا فِيهِ لَفِي شَكٍّ مِنْهُ مَا لَهُمْ بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِلَّا اتِّبَاعَ الظَّنِّ وَمَا قَتَلُوهُ يَقِينًا) النساء 157
تستمر الأيام و اليهود على شاكلتهم في قتل الرسل و الأنبياء قديما و أهل الطهر و الصلاح و العلماء ورثة الأنبياء حديثا,تتجدد فصول الحدث بنفس المعالم و الأسس و إن تغيرت الأسماء و المسميات إلا أن الأساس الفاسد المبني على سفك الدماء و إشاعة الفساد و الظلم مستمر و كأنه لازمة لهم دون بقية خلق الله.
تتكرر فصول القصة و ما قتلوه و ما صلبوه و لكن شبه لهم هذه المرة مع شيخ الأقصى رائد صلاح فقد كشف زعيم الحركة الإسلامية في الداخل أن جندياً من وحدة الكوماندوز البحري الإسرائيلي حاول اغتياله لكن تشخيصه الخاطئ أدى إلى اغتيال مناضل تركي يشبهه كثيراً كان ضمن أعضاء القافلة البحرية الدولية و قد تم نقل شبيه رائد صلاح المصاب، بطيارة خاصة إلى مستشفى تل هاشومير، وعندما أتت زوجته للتأكد منه ، تبين أنه رجل تركي يشبه رائد صلاح .
الاحتلال كان قد جهز ثكنة عسكرية لاحتمال انتفاضة في أراضي الـ48، وكان قد أعلن حالة الاستنفار في صفوف جيشه تحسبا للهبة التي كانت تنتظر اغتياله.
وأكد الشيخ صلاح أن كل الدلائل تؤكد أن الجندي ظن أن هذا الشخص هو الشيخ رائد صلاح ولذلك أطلق عليه الرصاص عن سابق إصرار "بهدف أن يقتلني أنا وذاك الرجل نال الشهادة في سبيل الله" في حينها أعلنت إسرائيل إصابة الشيخ إصابات خطيرة و مميتة لكنهم ما قتلوه يقينا.
كانت الأهداف الإسرائيلية من مهاجمة قافلة الحرية متعددة من أهمها قتل حارس الأقصى رائد صلاح الذي سبق و تعرض لعدة محاولات اغتيال فاشلة يمكرون و يمكر الله و الله خير الماكرين و كل شيء قدرا مقدورا و الشهادة وسام لكن الكفاح و الصدق من يصنعها