الجوهر و العرض
إهداء إلى حسنية تدركيت
في مقابل نصها : لله درها من منح ...
السعادة سؤال ممتد
السعادة سؤال ممتد كما الحياة,و ما للفرد سوى الأمل الذي لولاه لما استطاب العيش,و هي المطلب و إن تعددت الوجوه و المساقات,فكم طالب لها في أوكار الرذيلة و الضياع أو محلات القمار و حسابات المصارف,لكن هيهات أن تدرك من غير سبيلها المجرب,فالسعادة تنبع من دواخلنا من بين خلجاتنا,إنها تعبير عن الشفافية الصادقة و الاطمئنان المنجي من طواحين النفوس الخبيثة و طوفان القلوب المقيتة.
بحور العشق ... ساحات شاسعة
أما بحور العشق و الحب فهي ساحات شاسعة من غير ضيق و لا كدر,و المحروم من تخيل أنه لا يجيد ركوب أمواجها الهادئة,أو اختلطت في ذهنه رياحاتها النقية مع صور الأوهام الخادعات و الأماني المزيفة و البريق الخادع.
و تبقى بإجماع أهل الخبرة في صنعة الحب أعلى درجاته العبودية و الاستعباد ,فكم من عاشق بلغ في هيامه بمعشوقه هذه الدرجة ,وهي تعد أكبر كفر و زيغ إن صرفت إلى غير مستحقها بجلاله و عزه و جماله و قدره و إحسانه تعالى سبحانه.
و من المهالك أن يسحب حب العزيز القدير كتعويض عن نقص متوهم في وهم دنيوي,إذ أن الحب الأول أصل و جوهر و الثاني تبع و عرض فكيف تنقلب الموازين عند البعض,كيف يشتكي من امتلأ بالأصل عن انقطاع الفرع ؟
الجسد في عصر العلومة
أما الجسد فالفلاسفة عدوه عرض و أصله من الطين,فكم من أشخاص تعجبك أجسامهم لكنهم كخشب مسندة,وهو تصوير قرآني بياني عظيم,حينما يغيب الجوهر و يحضر العرض نجد الأجساد بدون أرواح حية ونجد اللغة الخشبية و التفكير السكوني و المصلحي ... و حينما تكبر النفوس تتعب الأجساد مهما كانت على تلبية احتياجاتها الكبيرة.
و ما الأمراض و العلل في الأجسام و الأعراض بمثل أمراض النفوس و القلوب,العديدون لهم آذان لا يسمعون بها و لهم أعين لا يبصرون بها لأنه لا تعمى العيون لكنها القلوب التي في الصدور,وهي حكم عظيمة بليغة لمن كان له قلب ينعم بحياة القلوب..
الإرادة سبيل التحرر
و أخيرا فالإرادة هي سبيل التحرر من الأوهام و طريق بناء الذات المتعالية عن الصغار,بداخل كل منا قوة كامنة جبارة بإمكانها تغيير معالم المحيط بنا,و البطولة أن ندرك كيف نخرج المارد من القمقم,كيف نحقق بإمكانياتنا المحدودة أقصى شيء؟
يقول لويس برانديس :معظم الأشياء الجديرة بالتنفيذ في هذا العالم تع إعلان أنها مستحيلة من قبل تنفيذها... و يقول الروائي العالمي باولو كويلو:عندما تطمح في شيء و تسعى جادا في الحصول عليه,فإن العالم بأسره يكون في صفك.