يقول الشاعر
أعلمه الرماية كل يوم فلما اشتد ساعده رماني وكم علمته نظم القوافي فلما قال قافية هجاني
من المفهوم والمتوقع أن يتعرض الناجحون المتميزون لحسد مرضى القلوب وكيد المبغضين فقدر الجبال أن تتعرض لأعتى الرياح وأشد العواصف والأنواء ، ودروب الإصلاح والرقي وعرة شاقة تكثر فيها العقبات كلما ارتفعت وتزداد العراقيل كلما تقدم المسير بصاحبها فلا يتمها إلا ذو همة عالية وعزيمة صادقة وغاية نبيلة .
لكن المؤلم للنفس والموجع للقلب أن تأتي الطعنة من الخلف من حيث المأمن وأن يكون الحاسد المبغض هو ذات من أحسنت إليه وأعنته ورفعته ، فقابل إحسانك بالإساءة ورد الجميل بالقبيح ، فذلك أشد لؤما وفعله أشد ألما ، وهذا هو حال مؤسس واحتنا الخضراء ومديرها الدكتور سمير العمري مع من بيتوا له المكيدة وشهروا به وأساءوا إليه وهو الذي احتضنهم ونصح لهم واحتملهم وصبر على جهلهم طويلا وتغاضى عن إساءاتهم له ولغيره كثيرا ، فراحوا يتهمونه ويقدحون به ويذمونه ويقذفونه وهم الذين طالما كالوا له المديح والشكر ونعتوه بالأب والأخ والصديق والحبيب ، فتنكروا لكل ذلك معبرين عن فساد طويتهم وتناقض مواقفهم وانعدام وفائهم .
ولم يكتفوا بذلك بل راحوا يهددونه ويتوعدونه بمزيد من الحرب والتشهير والافتراء ، كما فعل ذلك مؤخرا أحدهم وهو المدعو أحمد البصل كما علمت ، حيث قام بإرسال خطاب تهديد سافر إلى الدكتور سمير العمري يهدده فيه ويتوعده بالتشهير به والإساءة إليه في وسائل الإعلام إذا هو فضح ماضيه السيء في الواحة وغيرها ، ظنا منه أن الغبار الذي أثاره سيحجب نور الشمس أو أن الضجيج الذي أحدثه سيطمس قولة الحق ، وهيهات.
وإني إذ أقول ذلك متجاوزا تردد الدكتور سمير في نشر هذه الرسالة وفضح كاتبها ، ترفعا منه ونأيا عن الانحدار لهذا المستوى ، فلأنني لا أرضى شخصيا ولا بصفتي مديرا لشؤون الأعضاء أن يتعرض أي عضو في واحتنا ، ولا في غيرها ، إلى هذا التهديد المبتذل الذي هو أشبه بأساليب قطاع الطرق والمجرمين المبتزين منه إلى أساليب الأدب والحوار ، فضلا عن أن يكون موجها إلى واحتنا ممثلة بشخص رئيسها ومؤسسها ، وصحيح أن الأكاذيب والأباطيل والافتراءات لا تضر بإذن الله من كان على الحق والاستقامة ، لكنها تعكر المزاج وتفتح للشيطان بابا ليوسوس ويوقع بين الإخوة ، ورحم الله امرءا جب المغيبة عن نفسه وبين العذر عنها ، ثم بعد ذلك لا يخاف لوم اللائمين ، والله على الحق المعين.