لـمـاذا الـدهـرُ يبقـيـنـي حـزيـنـا
ودمــعُ الــروحِ أنـزلـهُ سخـيـنـا
لـمــاذا كـلّـمـا أحـبـبـتُ أغــــدو
جريـحـاً حـامــلاً لـغـتـي أنـيـنـا
لـمـاذا الـحـبّ يجـذبـنـي فـأدنــو
ويـبـعـدُنـي فـأمـتـهـنُ الـجـنـونـا
أعمـراً مـا أعيـشُ بــه جريـحـاً
وحـبّــاً مــــا أكــابــدهُ سـجـيـنـا
+++
عيونُ الـروحِ تُبصـرُ مـا تخفّـى
يـداريـه اللـسـانُ هــوىً ولطـفـا
فـمـا بيـنـي وبيـنـكِ مــن خفـايـا
ولا سـراً يـداري القـلـبُ عسـفـا
وروحي نصفُ روحِك لا تظنّي
إذا ما جئـتُ أطلـبُ منـك نصفـا
ولا تُلـقـي بـنـارٍ فـــوقَ نـــاري
تـعـالـي للهوى نـحـيـاهُ صِـرفــا
++++
بـكـتْ لـمّـا رأتْ فـجـرَ الـفـراقِ
وكـان الليـلُ يستـرُ فـي العـنـاقِ
فسـالـتْ دمـعـةُ حـــرّى كقـلـبـي
علـى خــدّيّ فــآزدادَ آحتـراقـي
وقـالــتْ ياحبـيـبـي لا تـدعْـنــي
بروحِكَ في الهوى شدّوا وثاقـي
لهـيـبُ القـلـبِ يطـفـؤهُ وصـــالٌ
وتسعـدنـي سـويـعـاتُ الـتـلاقـي
+++
مــدادُ الشـعـرِ دمـعُـكِ والـبـكـاءُ
وقـلـبـي دون دمـعـتِــكِ الــفــداءُ
فكـفّـي الـدمـعَ فاتـنـتـي وغـنّــي
لـــحـــبّ لا يــقــاربــهُ فـــنـــاءُ
فأنـتِ حبيبـتـي وضـيـاءُ عيـنـي
وأنـتِ لجـرحِ موجعتـي الــدواءُ
وأنـتِ البـدرُ فـي ليلـي مضـيـئٌ
كـفـانــا اللهُ لــيـــلاً لا يُــضـــاءُ
+++
أريـدُ مــنَ الـزمـانِ فــلا يُطـيـعُ
وليـسَ إليـهِ مـن وجـعـي شفـيـعُ
أزورُ ربـوعـكـمْ حـبّــاً وشـوقــاً
فتنْكرنـي علـى شوقـي الـربـوعُ
لـمــاذا كـلّـمـا شـوقــي بــرانــي
أردتُ جـفــاءكــمْ لا أسـتـطـيــعُ
فـمـا بـيــنَ آشتـيـاقـي نـحــو ودّ
وصـدّ منـكـمُ ..قلـبـي الصـريـعُ
+++
عيـونُـكِ حلـوتـي سـحـرٌ تجـلّـى
فـمـا أبـقــى لـنــا قـلـبـاً وعـقــلاً
ومــا أبـقـى عـلـيّ سـنـا وقـــارٍ
فعدتُ حبيبتـي فـي الحـبّ طفـلا
كـأنّ الشيـبَ لــم يـنـذرْ شبـابـي
بــأنّ زمـانـه فــي العـمـر ولّــى
عـلـى كفّـيـكِ روحــي لا أبـالـي
أهـجـرٌ نالـهـا أم كــان وصـــلا
++++
هــواكِ مُتـيـمـي بـيــن الـبـرايـا
أيــا قـمـراً لــه طـيـبُ السجـايـا
لماذا من صدودِكِ صـار حظّـي
ونال الوصلَ مـن عشـقٍ سوايـا
أيبقـى الـحـزنُ يألفـنـي صديـقـاً
وأتــركُ طائـعـاً عـقــلاً ورايـــا
وأنعـى القلـبَ مـن صـدّ كـوانـي
أقـــصّ الآهَ شـعــراً أو حـكـايــا
+++
لفـاتـنـتـي جــمــالٌ لا يُــبـــارى
أخـاطـبـهُ فيسـحـرنـي جــهــارا
وأحـلـمُ أنّـهــا قـربــي وجـنـبـي
تسامـرنـي عـلـى ليـلـي هــزارا
أمشّـطُ شعرهـا بـأكـفّ روحــي
وتنـسـيـنـي بكـفّـيـهـا الــوقـــارا
وأنشـدُهـا القصـائـدَ دون وعــيٍ
كما يهذي من الخمـر السكـارى
+++
سـلامـاً حلـوتـي شـوقـاً تـعـالـي
وخلّـي القـلـبَ ينـعـمُ بالـوصـال
كفى صمتـاً ونـاركِ مثـلُ نـاري
ذري الصمتَ المملّ مـع الـدلال
وقـولـي للـعـذول كـفــاكَ عـــذلاً
ليـالـي العـمـرِ تــأذنُ بـالــزوال
ونـارُ الـوصـل تــزدادُ آشتـعـالاً
وغيرُ الوصل لا يطفي آشتعالي
+++
ملامُكَ فـي الهـوى عبـثٌ يُعـابُ
فقلـبُ الصـبّ ديدنـهُ آضطـرابُ
وأذنُ العشق صمّتْ عـن عتـابٍ
فــلا يـجـدي بـهـا يـومـاً عـتـابُ
تـكـلّـمـنـي فـــــأزدادُ آشـتـيـاقــاً
وتنـهـرنـي فيملـكـنـي آكـتـئــابُ
بـعـيـداً لـومـكـم عــنّــي بـعـيــداً
فمالي عـن هـوى قمـري متـابُ
+++
يُغالبـنـي الحـنـيـنُ إلـــى لـقـاهـا
فأختـرعُ الوسـائـل كــي أراهــا
فحـيـنـاً أجـهــلُ الايـــامَ عـمــداً
فـأسـألُـهــا أتـعـرفـهــا تُــراهـــا
تجـيـبُ وهــي باسـمـةٌ وتــدري
شتشعـلـنـي إذا بـسـمـت لـمـاهـا
فلـمْ يُـبـقِ آشتيـاقـي لــي ســؤالاً
ولـــمْ أُشـغــلْ بفـاتـنـة ســواهــا
++++
عيونـك بلسمـي وجــراحُ قلـبـي
تعالـي وآمـلأي بالوصـل نخبـي
تعـالـي للهوى نـحـيـا سُـكــارى
ذنوبكِ في الهوى غُفرت وذنبـي
فـلا عـتـبٌ عـلـى صــبّ يغـنّـي
هــوى لـيـلاهُ فــي ألــم وعـتْـبِ
أطالَ الحبّ مـن وجعـي ومالـي
سوى عينيكِ مـن وجـع المحـبّ
++++
تُتيـمـنـي الـعـيـونُ بـكــلّ لـــون
وأقسـاهـا ســوادٌ فـــي الـعـيـونِ
تُذيـبُ القلـب إنْ نظـرت ْ بحـبّ
وتسكرنـي بشـوق فـي الجـفـون
وتقتلـنـي إذا غـضـبـتْ وولّـــتْ
وتسقـيـنـي بـكـاسـاتِ الـمـنــونِ
فيـا ليـتَ العيـونَ لـنـا صـحـابٌ
ولا صــــدّ لـديـهــا يـعـتـريـنـي
+++
تـقـولُ حبيبـتـي عــذرًا حبـيـبـي
وتشعلُ في الضلوع سنـا لهيبـي
وأعلـمُ مــا تعـانـي مــن غــرامٍ
ومـــنْ ألـــمٍ يواكـبـهـا عـجـيـبِ
وتـكـتـمُ حـبّـهـا صـبــراً لـمــاذا
تُـداري الحـبّ فـي كبـدٍ رطيـبِ
تـعـالـي للهوى نـمـضـي حـيــاةً
بــلا كــدرٍ وفــي عيـنـيّ ذوبــي
++++
زمــانٌ بالـهـوى عـمـداً رمـانــا
ومــن صــدّ الحبيـبـة قــد لـوانـا
نُذيـب القلـب فـي حـبّ ووصـلٍ
ونـزفـرُ مــن مواجعـنـا دُخـانــا
ويعذلني الصحاب على غرامي
وأعـلـمُ قــدْ كـواهـمْ مــا كـوانــا
وأعلـمُ أنّهـم فــي الـحـبّ مثـلـي
ويسـعـدهـم ويطـربُـهـم غـنـانــا