بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليك يا رمضان ورحمة الله وبركاته
نبدأُك السلام قبل أن تبدأنا به ، محاولة منا أن نكون كراماً مع من هو أكرم منا ، تدخل علينا فلا تحتاج للإستئذان فأنت صاحب الدار ونحن الضيوف لديك ، وأنت الكريم ذو الحفاوة العظيمة والأيادي الكريمة ، ونحن الفقراء إلى نفحاتك الإيمانية والروحية بإذن الله تعالى.
فيك تعتق الرقاب من النيران وتغفر الذنوب وتفتح أبواب الجنة ، فما أنت إلا حالة إستثنائية وما أنت إلا ثمرة الشهور تؤتي أكلها في كل عام مرة .
أتيناك يا رمضان ولم تأتنا فأعمارنا هي التي تسير إليك متلهفة متشوقة للقائك الكريم ، فكم من روحٍ زارتك وكررت الزيارة أعواماً وأعواماً ثم لم تستطع أن تزورك مرةً أخرى لانتهاء الأجل وانقطاع الأمل .
فطوبى لمن استغل الزيارة واحتفى بك على الطريقة النبوية وأكثر فيك الطاعات وابتعد عن المحرمات ، فها نحن على وشك اللقاء بك مرة أخرى ونرجو من أنفسنا الشيء الكثير في جهادها ومحاربة أهوائها ومقاومة شياطين الإنس فإنهم في هذا الشهر ينطلقون نيابة عن شياطين الجن ، ولعمري أنهم أخطر وأشر وأدهى بما يجلبون لنا من البلوى .
لاح البشر لنا بقدومك وسيثبت لنا الأجر بإذن الله بصيامك فأنت الخير كله وأنت نافذة الجنة التي نطل عليها من خلالك .
على موائدك نتضرع إلى الله ونسأله من فضله أن يمن علينا ببركاتك العظيمة وغاية المنى أن يبلغنا الله ليلة القدر التي هي خير من ألف شهر وأن يعتق رقابنا ورقاب أبائنا وأمهاتنا من النار إنه على ذلك قدير وبالإجابة جدير.
إذا عُدَّت الشهورُ كنت أنت أفضلها وإن عُدَّت الأيام كانت أيامك أكرمها فلله أنت أيها الحبيب الذي طال انتظاره ونخاف فراقه فأيامه جليله ولياليه فضيلة .
يا رمضان .. تقبل الله منا صيامك وأعاننا على قيامك.