هنا كربلاء
هنا قصة سطرتها الدماء
هنا ذات يوم برغم الحصار التقى في الخفاء
وليد...دعاء...
يتيمان من دون بيت و لا أسرة
يمدان لله كف التوسل يستعطفان السماء
يريدان خبزا و ماء و مأوى
ينامان فيه اتقاء الشتاء
إذا حل ليل و جاء المساء
يريدان مأوى و خبزا و ماء
فقط...بل و أخطر
يريدان أمنا و جوا معطر
و ألا تقوم الحروب التي دمرت كربلاء
معا في المدينة
يمران قرب البيوت التي دمرت
و قرب الثكالى...و قرب اليتامى
و قرب انكسار العيون الحزينة
عزاء...فناجين من دون سكر
و يمناه شدت على كفها في شرود
"سأهواك دوما إلى أن أموت
و أهواك حتى لما بعد موتي..."
"سأهواك أكثر و أكثر و أكثر
لنا قصة لم يمتها رصاص
و حلم الهوى بيننا صار أكبر"
"ولكن...دعاء...
أخاف الحصار الذي حولنا
رصاص و سجن و عسكر
فهل يسلم الحب في كربلا
لا...لا...لا...لا..."
"بلى يا وليد...
سلام هو الحب في كربلاء
و إن كبلتنا قيود الحديد
براكين نار , و أنهار حزن
و أطلال بيت , وطفل شريد
و موت و يتم و حاء و باء
سلام هو الحب ما دام فينا
و إن دامت الحرب في كربلاء"
و سارا معا يرسمان الغد المستحيل...
كمن لم يعش كربلاء السواد
الرماد
الحصار
الدمار
الرحيل
و سارا يقولان أبناؤنا
وسام و هند و عبد الجليل
و بيت له حارس لا ينام
و سور طويل...طويل...طويل
وحين استفاقا على صوت نار
بكت بعدما لم تجد أي دار
و صاحت "وأبناءنا" في مرار
"وأحلامنا" , ثم دوى انفجار
غبار...غبار...غبار...غبار
أرادا هروبا إلى مأمن خلف ذاك الجدار...
كفه لم تزل تحضن الكف رغم الخطر
طلقة ثم أخرى و ها قد هوت كالحجر
"وا دعاء...
ليس لي من بقاياك إلا حنين و بضع انتماء
كلما هاجرت فيك أسراب شوقي أود البكاء
أما قلتُ لن يصمد العمر و الحرب تغتال آمالنا
و لن يملك الحلم و الحب في كربلا فرصة للبقاء"
"تعالي إلي , فما زلت أمضي
معي ذكرياتي , بدرب الألم
غنائي أنين و شعري شجن
تعالي إلي , فما زلت أرضي
و ما زلت في القلب نبضا و دم
وما زلت أنت الهوى و الوطن"
دون دمع بكاها و ها قبرها شامخ الكبرياء
كيف يبغي سواها ؟ و أنى له الحب ؟ ماتت دعاء
أين أحلامه , حبه , أين آماله , شوقه , عشقه للحياة ؟
هكذا بعدها نبضه متعب , لن يعيش الهوى...و الذي كان مات