|
رجع الأذان على الآذان..ينتــحـر |
والفجر ينزف مطعوناً به السَّحـــرُ |
والليل يطرق والأنسام ..واجمــــة |
والنار تحرق لا تبقي ولا تــــذرُ |
في هدأة الليل والأطيـار حـــالمـة |
بالفجر يأتي وبالأرزاق تنهـــمـرُ |
ترنح المنبر المطـعون واخـــتنـقت |
في الصَّدر صرخةُ من صلـوا ومن ذكروا |
وقد تناثر في المحراب من سـجــدوا |
لله فجراً، وغاب السَّـمع والبـصـرُ |
ومَادَتْ الأرضُ من هول المصاب فمـن |
للقلب يجأرُ مصلوباً به الوتــــرُ |
تبكي الخليل على أبنائها بــــدم |
خط الفداء على أمجاده حجــــرُ |
وثورة الصِّـيد في الأرجاء ملــحـمة |
للثأر تعصف بالأوغاد مذ عـــبروا |
ذكرى الشَّهيد على المحراب لم قسـمٌ |
فلا وربك لن يبقى لهم أثـــــرُ |
خلف الزمان مواويل الـَّردى نسجـت |
دنيا العذاب أنيناً فيّ يســـــتعرُ |
وما اجتبيت لنفسي أن أكون صـدى |
نزف الوداع، ولكن النـَّوى ســـقرُ |
ما خالط العمر يوم فيه متـكـــأ |
لفرحة القلب، إلا شابه كــــدرُ |
ولا سألت زماني فرحة وغــــدت |
في الروح تبحر إلا غالها خــــبرُ |
كأن فرحة شعبي لم تزل وهجـــاً |
مثلَ السَّراب، فلا غيث ولا مــطـرُ |
دم الأحبة يجـــري في مساجدنــا |
ونحن ندعوا على الكفار مـُذ كـفـروا |
لن يقبل الله منـَّـا زيف أدعيـــة |
وفي القلوب أمـان لفها خــــورُ |
فلا جيادُ صــلاح الدين تسـعفنـا |
ولا كتائب سيــف الله تبتـــدرُ |
ولا المثنى يقود اليــوم جحفــلَـهُ |
صوب الخليل ولا عمرو ولا عمـــرُ |
فقد تمرُّ على أشلائـــكم أمـــمٌ |
مرّ اللئام، وقد ينساكم البشــــرُ |
وقد يمرُ على ذكــراكــم زمـنٌ |
يغضي حياء، وتخفي ذكركم عصــرُ |
لكن نفح الــدم المسفوح في وطـني |
وشم الخلود، ونصٌر صاغه القـــدر |