نص قديم نوعا ما ولكنه كان ولا يزال نزف قلبي قبل قلمي...وأرجو أن تقبلوه مني
مدن مباحة مبانيها ... دول مرعة نواحيها
دمّ عربي يسيل على نواصيها...
نزيف عذري يمتشق الألم خلف سواقيها
صوت كالسهم جارح،،، كالعلقم مر وقاتل كالسم...
ينبعث عبر أثير الإذاعات المستعارة: تشريد ... تنكيل.... تقتيل
اغتيال واغتيال فاغتيال فاغتيال.....
النضال والجهاد والمقاومة كلّ مضرج في دمه المهطول المطلول
في قلب العواصم المزيفة مقتول
ماذا يفيد الدمع المتحجر في الأحداق
وما جدوى عبارات التنديد ما دام هو في الدمّ غريقا وأنت في "الصمت مذاب"
أين نامت العيون بل أين يقظة الثورة وأين عزة العرب
وفي أي البارات كان جندك وكنت و" أفاعي الليل تلهث في الدروب"(1)
دع عنك جرحي فالداء قد طال *** "وداوني بالتي كانت هي الداء"(2)
عواصم العرب تمتطي الصمت وتنام على الجاز والغناء
ويبقى الفلسطيني في مساحة شوك من يدعي النقاء وحيدا على الدرب سابحا في بركة من دماء
العواصم ابتلعت حلمها الشبقي ...وابتاعت صوت الناعي فجرا
ما يدريها أنك متّ عفوا قتّلوك ...
دعها تتداعى في لاوعي هذا العصر
لا تدري أنك حي ترزق،،،وأنك في كف الطفل حجر
أيها الشهيد دم ثأرك بقلب العواصم التائهة فائر
وعلى عتبات أبوابنا المصبوغة بالدم الفاتر إشعاع
وفي أيدي الطفولة مقلاع
وعلى زورق عشاق العز والأرض شراع
وفي الذاكرة الوطنية الجماعية أمل وإبداع ونصر
(1): أحمد المعداوي المجاطي
(2): أبو نواس