|
أجـــتازُ عَبرَ دِيـــــــــارٍ جــــازَها عمَــــــرُ |
|
|
وهالةٌ من سَـنا المختـــــــــارِ تنتشــــــــرُ |
وتلك أمجــــــادُه في الأرضِ مــــــاثِلــــة |
|
|
في كلِّ رُكنٍ سـَــــــرى ذكــرٌ له عَطِــــــرُ |
هـــــذي خُطـــــاهُ بِمَتْنِ البِيـــــــدِ بادِيـــةٌ |
|
|
كأنهــــــــا حَبـَــــــقٌ في الأرضِ مُنْتَـــثَرُ |
إنْ تقْصُصِ الرمـــــلَ يحْكِ الرملُ وطأَتَهُ |
|
|
فكلُّ حبـــــةِ رمــــــــلٍ مسَّـــــها أثـــــــرُ |
من ســــيِّدٍ فــارِهٍ في المجدِ مُكتَهِــــــــلٍ |
|
|
كأنما شـــــــيبُه غـــــــارٌ له نَضـِــــــــرُ |
يُزري بعـــــــزمِ شــــــبابٍ طالما قعدوا |
|
|
إذا شـبابُ الهوى من شيبِه سخـــــروا |
قد طأطأ الدهـــــرُ للمختـــارِ معترفــــاً |
|
|
غلبْتَ أعوامَـــه فالدهـــــــرُ منكسِــــرُ |
بعزمةٍ في صـــميمِ المجـــــدِ راســـخةٍ |
|
|
لم يثنِهــــا جَلَلٌ والعـــــــــزمُ مقتــــدرُ |
ما كان عـــــادٍ كمثلِ الدهـــــرِ بطشـتَه |
|
|
خاب العُداةُ إذنْ كيداً فلا انتصـــــــروا |
وغضبةٍ لحِمى الإســــــلامِ ثائــــــــرةٍ |
|
|
تأبى الهـــوانَ لشـــــعبٍ دَأْبُـه الفَخَــرُ |
لمّا أغـَـــــرَّ دفـــــينّ الحقــــدِ قوّتُـــــه |
|
|
وانسلَّ يحدوهُ سوءُ االنفسِ والغَـــــرَرُ |
حتى إذا حطَّ في المرســــى مراكبَـــــه |
|
|
نادتْك بُرقــــةُ والواحــــــاتُ والثُّغـُـــرُ |
فقُمتَ تنفُخُ في كِـــير الوغى غضبــــاً |
|
|
والزّنْــدُ يقدَحُ عزمــــاً مِلؤهُ شَـــــــرَرُ |
تصـولُ في غَمرةِ الأنواءِ تصفعهـــــا |
|
|
مجاهداً ما اعتراه الياسُ والخَـــــوَرُ |
وثائـــــــراُ أسَـــداً من خلفِه أُسُــــــدٌ |
|
|
كل البـــلادِ بأعقــابِ العِـدى عُمَــــــرُ |
ظنّوا مَـــراحاً وظنُّ الســوءِ أوردهم |
|
|
من المنايــــــــا فمـاً ما انفكَّ ينفغــرُ |
ما قَـــرَّ جَنبٌ لغـــازٍ فيكِ مضطــــجِعٌ |
|
|
والأرضُ مثلُ لظى البركانِ تستعــــرُ |
أعيَيْتَ يا شيخُ في الساحاتِ حيلتَهم |
|
|
ورَنَّقَ الصَّفْوَ في أحــــــــلامِهم كَدَرُ |
حتى كَبَتْ بك في غمْراتِها فَـــــرَسٌ |
|
|
ما ردَّها قبلُ من أهوالِهــا الخطَـــــرُ |
لا يشــــــــمتنَّ عـدوٌّ هــدَّه طَــــرَدٌ |
|
|
إنْ نالَ صــيداً فقد أعيا به الظفَــــــرُ |
قد ســـــــاقك اللهُ مأســوراً على قدَرٍ |
|
|
منه فلا كفـــــرَ إن أهوى بنا القــدَرُ |
وكنتَ مستشهداٍ من قبلِهـــــا فهدى |
|
|
إليك أجـــراً وأجــــــرُ القتلِ مدَّخَــــرُ |
إذا اصطفى اللهُ عبــــــداً زاد محنتًــه |
|
|
والله يبلو الذي أصـــــــفى ويختبــــرُ |
فجيءَ بالحبلِ مشـــــــــدوداً بحقدِهِمُ |
|
|
والناسُ قد جُمِعوا والمــــــوتُ يبتَدِرُ |
فانبَتَّ حبلٌ من الأعـــــداءِ مـــرتعشٌ |
|
|
كذاك حبلُ دُعـــــــاةِ الشــــــرِّ منبترُ |
ما لُفَّ حول شَـــموخِ العُنْقِ يشنقها |
|
|
حتى تباكى على الأقـــــــــدامِ يعتذرُ |
تفاءل الشــــيخُ والآجــــــالُ ترمقه |
|
|
بادتْ حبالُــــــكمُ والظلمُ مُندثـــــــرُ |
لمّا ترنّح جســـــماً ما هوى وعلا |
|
|
فوق الرقابِ وطرْفُ العِلجِ منحسرُ |
تلقّفتْـــــه أيـــــــادٍ من مــــــلائكةٍ |
|
|
إنا جزيناهمُ الحسنى بما صــبروا |
ما زلتَ يا سيدي في أرضِنا علَماً |
|
|
يلتفُّ من حولِه الأفرادُ والزُّمَــــرُ |
ولا يزال لك العِــــرفانُ متصــــلاً |
|
|
وما يوفّيك عرفــانٌ ولا شُـــــــكُرُ |
وأنت فوق جبينِ المجدِ ناصيـــةٌ |
|
|
وأنت في مصطلى ديجــورِنا قمرُ |
فانعمْ برَوحٍ وريحــــانٍ ومغفرةٍ |
|
|
تترى.عليك ســـلامُ اللهِ يا عمرُ |