|
الآنَ قَدْ هَوَى |
تَقُولُ أَمَا تَهْوَى !؟ أَجَبْتُ: بَلَى الهَوَى |
وَفِي طَرْفِهَا إِنْكَارُ مَا سَمِعَتْ : وَهَلْ |
يَكُونُ هَوًى مَا لَمْ تَذُقْ حُرَقَ الجَوَى! |
أَجَلْ يَا بْنَةَ الأَقْوَامِ قَدْ يَعْشَقُ الفَتَى |
وَلَا يَشْتَكِي أَمْرَ الصُّدُودِ أَوِ النَّوَى |
لَهُ أُخَرُ احْتَارَ الفُؤَادُ بِهَا كَمَا |
يَحَارُ حَرِيصُ الكَسْبِ فِي صَرْفِ مَا حَوَى |
وَمَا ذَاكَ مِنْ هَذَا سِوَى خَشْيَةِ الرَّدَى |
فَكَمْ جَمَّعَ الضِدَّينِ فِي أَمْرِهِمْ سِوَى |
أَ سَائِلَتِي إِنِّي عَشِقْتُ وَأَثْقَلَتْ |
لِسَانِي مَضَامِينُ الغَرامِ فَمَا رَوَى |
إِذَا مَا قَصَدْتُ البَابَ لِلْأَمْرِ رَاعَنِي |
مِنَ الفِكْرِ مَا أَوْهَى بِيَ اللُّبَّ وَالقِوَى |
لَعَامِينِ أَطْوِي الحُبَّ شَكٌّ يَرُدُّنِي |
مَخَافَةَ رَفْضٍ أَوْ بَلاءٍ بِلا دَوَا |
وَيَدْفَعُنِي شَوْقُ الفُؤَادِ وَرَغْبَةٌ |
فَأَمْنَعُهُ عَمَّا أَرَادَ وَمَا نَوَى |
تَرَدَّدْتُ حَتَّى اعْتَدْتُ ظُفْرِي بِقَلْمِهِ |
وَإِنْ كَانَ مَبْرِيًّا عَلَى لَحْمِهِ اسْتَوَى |
وَأَقْلَمْتُ نَفْسِي رَغْمَ ضُرٍّ يُصِيبُهَا |
عَلَى كَتْمِ مَا فِي القَلْبِ مَهْمَا بِهِ اكْتَوَى |
فَأَسْلَمْتُ للهِ القَضَاءَ وَسِرْتُ فِي |
حَيَاتِي كَسَيْرِ المُسْتَضَامِ إِذَا اجْتَوَى |
يُرَاقِبُ نَجْمًا كُلَّمَا حَانَ نَوْؤُهُ |
تَحَرَّى بِهَذَا النَّوْءِ غَيْثًا وَقَدْ خَوَى |
أَسَائِلَتِي إِنَّي أَرَاهَا كَمَا أَرَى |
مَحَيَّاكِ أَنَبَا عَنْ تَعَازِيِهِ مَا احْتَوَى |
فَعَيْنَانِ نَجْلَاوَانِ تُغْضِي تَعَفَّفًا |
مَتَى أَظْهَرَتْ عُجْبًا بِحِشْمَتِهَا انْزَوَى |
وَخَدَّانِ وَرْدِيَّانِ أَبَدْا حَيَاءَهَا |
وَثَغْرٌ إِذَا مَا افْتَرَّ فِي الخَافِقِ الْتَوَى |
وَمَا حُسْنُ قَدٍّ شَاغِلي رَغْمَ سِحْرِهِ |
إِذَا المَرْءُ مَمَّا تَشْتَهِي نَفْسُهُ غَوَى |
وَلَكنَّنِي أَبْصَرْتُ فِيهَا أَنِيسَةً |
تُشَارِكُنِي دَارًا بِهَا عِشْقُنَا أَوَى |
أَفَيضُ عَلَيْهَا بِالوِصَالِ مَوَدَّةً |
فََتَحْمِلُ عَنِّي فَاقَةَ الحَالِ وَالطَّوَى |
وَأَحْفَظُهَا حِفْظِي لِنَفْسِي وَفَوقَهُ |
فََتَصْدُقُنِي عَهْدَ المَحَبَّةِِ فِي النَّوَى |
أَسَائِلَتِي لَا تَشْغَلِي بِحِكَايَتِي |
وَإِنَّي أَرَى مَا فِيكِ سِرًّا فَمَا هُوَا ؟ |
أَسَائِلَتِي مَا بَالُ عَيْنِْكِ أَدْمَعَتْ؟ |
أَجَابَتْ وَفِي النَّبْرَاتِ إرْعَادُ مَا انْطَوَى |
: أَلَا لَيْتَ شِعْرِي أَيُّ خِلَّيْنِ أَزْهَقَا |
وَصَالًا وَذَاتُ المَيْلِ فِي القَلْبِ وَالهَوى |
فَوَلَّتْ وَأنَّتْ فِي ضُلُوعِي عِبَارَةٌ |
أَنِ الآنَ قَلْبِي بِالثَّلَاثَةِ قَدْ هَوَى |