أنا المجنون وحدي
مســاءً بـِتُّ أحملهـــا همــومي
وأمضي نحــو لا أدري شــــقيّا
أخاطبهـا الــدروب بعيـن كهــل ٍ
يجرجـــر خلفــه عمــراً عتيّــــا
تمـر بنــاظـريَّ طيــوف أمـــس
فأضحـك مـن مرارتهـــا عَليـّـــا
كمن فقـد التــوازن بـتُّ أمشـي
أُحــدِّث جحفـــلا حَـولي خفيـّـــا
أنـاجـزهم بحــد الصمت ضعفــاَ
وذي الضـحكات تحرق مقلتيـّــا
أنا المجنون بين الناس وحـدي
على كف الصـراع غـدوت حيّــا
ألملــم نظـــرة شــردت وقلبــــا
على وجع الرضوخ غـدا عَيِيـّـا
ومـا لبثت عيــوني أن تراخـت
وأسـلمت الجفـــون ومــا لديّـــا
فغبـت مفارقـــا دنيــــا أطاحــت
بآمـــال حلمــت بهــــا صبيـّــــا
جميــل أنت يــا عمــري بـحلــم ٍ
ووجــهٍ نيِّـــرٍ طَلـِــق المُحيّــــا
وسـاحـرتين أشــعلتـا حريقـــــا
فهــام القلــب واشـتعلت حُميّـــا
وأعطتني مـن التحنـــان نهـــرا
حسبت بأن لي في العشق شـيّا
وصرت الصَّـبَّ معتنقـا هواهـــا
يتيـم الـــرأي لا أعصي وصيّـــا
إذا سـارت أســـير ولست أقوى
متـــابعــة َ إذا نظـــرت إليّــــــا
وجـاءتني وقــد ملكـتْ كيــــاني
ألا غادرْ , لأجـلكَ , كـنْ قويّــــا
وكيف أسـير في الطرقات يومـا
وحيـــــداَ لا تكــــونُ بمقلتيـّـــا
وبي لحـن يدنـدن في الحنايـــــا
وأحملُ في الحشــا قلبــا وفيـّـــا
وتــدرك انني في الحــب غِــــرٌ
وجوفـي كاللهيـب يمـور فِيّـــــا
أأتـركهــا وقــد رفِقَّــت بحــالي
وآوتنــي وكنــت فتـىً نســـــيّـا
وإني اليوم أعشـق من ثراهـــا
تـرابــــاً أشـــتهيه علـى يديّــــا
ولــم تزل المشـاعـِرَ خافقـــات ٍ
وقلبي إن تركــتِ غـــدا غبـيّـــا
فـلا تقسيْ فمــا زلـتِ الثـريـّــــا أبيت وخاطـري لثــــم الثريـّـــا