حديقةُ الإسمنت
قيدٌ يُلطخُ ريشَ عصفورٍ يُقيمْ
ما بينَ بستانٍ و قصرٍ للرعاةْ
قد أهملوا الأزهارَ
صاروا يمضغونَ الضوءَ في مرئيةِ " الستلايتِ "
أعينهم تُغيِّرُ لونها الأخبار
من بلدٍ إلى فلمٍ إلى رقصٍ إلى ما يحرقُ الأعصابْ
في عشهِ المنسوجِ من قشٍ
ومن ورقٍ تمزَّق بينَ أيدي طالبٍ ملَّ القراءةَ
ألف حالةِ هجرةٍ
فشلتْ أناملها التقاطَ قصيدةٍ
تلهو بعيداً في الجوارِ معَ الغيابْ
ويُمَزِّقُ الإسمنتُ الحانَ الصباحِ
ويغلبُ الشمسَ المُطلةَ من سياجِ الليلِ
لم تكنِ الحديقةُ هكذا من قبلُ
كانتْ تحصدُ الضوءَ المرصعَ بالندى.
ويغيبُ ظلُّ الزيزفونِ
يعضهُ شبحُ المداخنِ
حامضٌ شكلُ المدينةِ قالَ عصفورٌ لغصنٍ قصَّ معْ
جذعٍ لأجل خِزانةِ الملكِ الثمينةْ.
من ينقذُ العصفورَ هذا من ضجيجٍ لاهثٍ
قدْ أمسكَ السوطَ المبرمجَ
كيْ يعذِّبَ ما تبقى من حفيفٍ
يرسمُ الريحَ المُثارَ
رنينَ خلخالٍ بساقِ صبيةٍ
رقصتْ على عودٍ حزينْ
صنعتهُ أيدي شاعرٍ قدْ شمَّ وردَ الأندلسْ.
من يسعفُ الطينَ الممدَّدَ تحتَ أقدامِ المنازِلِ
بعدَ أن كانَ البناءْ
من صلبهِ المجبولِ معْ
سعفِ النخيلِ وبصمةٍ من إصبعٍ
نقَشَ الصخورَ وحنَّط الفرعونْ.
من يجمعُ الجسد المفككَ من " سراديبِ " السرابْ.
5/3/2010م