|
وَجْها عملةٍ واحدة
سقطت سقطتها المعتادة على قارعة الطريق,,كانت مترنحة من سكرة الكأس ومن سكرة الآلام التي لمَ تََََعْيَ من َجَسدها ومن روحها ومن كل شيء ينبض فيها,,,حاولت الإمساك بأي شيء لتفادي الوقوع,,,تَمسكتْ بٍجٍَدْعٍ الأحباب فانكسر بيدها,,,تمسكتْ بظهر الأخ فتحطم بها....تمسكت بنظرة الأب الحنون الغائبة وابتسامته العذبة فتلاشت من مخيلتها,,,,تمسكت بدعوات أمها المريضة فلم تَلْقَ طريقا مٌستجابا نحو السماء.
سقطت...كما تسقط الورقة من على الشجر في خريف حزين,,,عرفتْ في سقطتها اللون الأسود على حقيقة سواده وكل رموزها,,,اكتشفت زوايا الهوة بكل ركن من أركانها,,,,خبرت صلابة القلوب في المع صورها,,,رأت النفوس التي تشتهي وتموت في اشتهائها,,,تعرفت على الدموع وحقيقتها...والنواح وحدود تفجره,,,والأنين ومدى قسوته,,,,والمهانة وأَصْل وجودها.
تثاءبت بوجع ويأس,,,تجر قدمٌها كعبَ الحذاء العالي المكسر,,,وصوت خطوها المتكسر يستجدي كتفا ويدا تائهة في الطريق لتوصلها آخر الجادة حيث بيتها....
فمد يده نحوها بصمت,,,,رفعت رأسها بصعوبة محاولة كشف هوية صاحب اليد الحانية....رأته أمامها...
ارتعدت ...توقفت عن السير ...نظرت إليه بفزع وحال لسانها يصيح ,,,,لا...
لا يمكن أن يكون هو....
استرجع يدها التي نزعتها من يديه...طلب منها السير ...أوصلها لبيتها دون أن ينبس بكلمة.,,,تراءت أمامها صفحة من الماضي خرجت من جدران الليل...
حبيبها الذي لم تحب غيره,,,,كانت الوردة وكان ساقيها....كانت الأغنية وكان منشدها,,,كانت الضحكة وكان رنينها,,,كان أجمل شيء..أول القطاف..... وأول الخطيئة.
وصلت بيتها.... حاولت فتح الباب ,,,,لم تنجح,,,اخذ المفتاح وادخلها البيت ....وضعها على سريرها بحنو.
نطقت بأول كلمة...لماذا أتيت...ماذا تريد؟
نظر إليها بيأس...أتعرفين لماذا تركتك في ليلة الزفاف ورحلتـ.,,,
أجابت وابتسامة استهزاء أنارت وجهها المتعب,,,,
- إيه,,,نعم.....اخبرني أرجوك....
- عرفت انك أختي من الرضاعة....صدمتني الحقيقة...خاصمت الحياة,,,وعاهدتها أن أصبح اكبر أعدائها,,,,
انهمرت الدموع على خدها كما لم تعهدها قط,,,,وكأنها تغسل بِها كل الحقد الذي احتملته تجاهه,,,
- ولكن لماذا لم تخبرني ,,,,أين اختفيت....
- كرهت الحياة والبشر وجمعت المال والسلطة والمتع,,,,,,ظلمت قلوبا كثيرة,,,,حطمت بيوتا...انتقمت من كل شيء حتى من نفسي,,,وها أنا الآن أمامك,,,,,أصبحت مثلك.
- ولكني لست مثلكَ...أنا لم اظلم أحدا.... أنا كنت ضحية وأنت اخترت أن تكون جلادا....
- نعم ...الجلاد يموت عند البدء والضحية تموت عند انتحار الأمل.
- هل تقصد انك مت قبلي...
- أنا مت حين مات قلبي.;;;;
- وهل تظن أنني أعيش...أنا أموت كلَّ يوم...
- اعلم......كلانا أصبح وجها لعملة واحدة... |
|