قلمي اشتكى دمعاً مراً تجرعه
كيما يخط به بيتاً من الألم ِ
آه ٍ يزيدُ .. فما ظني بذي الدنيا
أني أخط رثاءً نازفاً بدمي
إني حسبتُ حياتي كلها فرحاً
فإذا بها أمستْ في ظلمة العتم ِ
أبدو ضحوكاً عند الناس في اللقيا
لكنني وحدي أبكي من السأم ِ
آه ٍ يزيدُ .. فما زالتْ لنا ذكرى
تحيا إذا يبلى الجثمان في العدم ِ
(ماغا )* ترددها الجدران يا كبدي
وكأنها اشتاقتْ من فيك للكلم ِ
ما زال صوتك في الآذان منساباً
بين البكاء وبين الضحك في نغم ِ
مازال طيفك في الأركان طوافاً
فأراه في صحوي وأراه في حلمي
أولى خطاك هنا .. وهناك باقية
آثار لهوك في مشاية القدم ِ
كم ليلة نامتْ منك العيون هنا
متوسداً عضدي في حالك الظلم ِ
عامان عشناها حباً وتحناناً
ومعاركاً دارتْ في بؤرة الألم ِ
كانتْ تمر بنا محنٌ فنغلبها
بالصبر إيماناً بمسيـّـر القلم ِ
قد كنتَ تطلبني حضني تلوذ به
والوم في قبر خال ٍ بلا أمم ِ
آه ٍ يزيدُ .. فما خوفي عليك بدا
لكنه شوق المأسور في السقم ِ
نم يا يزيدُ .. فما هذي الحياة سوى
دار الرحيل إلى دار من النعم ِ
ما عند ربي خير غير أن بنا
ألماً لفرقى من يبلى بلا هرم ِ
(ماغا ) : كلمة كان يرددها بمعنى ( ما أبغى ) أي ( لا أريد )