|
أنطقَ الــشــعــرَ بــشــوقٍ مــنــبــري |
و جَـرَت بـالـوِدِ صـرفــاً درري |
بــوفائي أكــتـبُ العهدَ ولم |
يـنـســنــي الــبــعــدُ رفـاقَ الــعــمري |
مـن كـرام الصحـبِ أربـابِ النهـى |
و رعـيــلاً مـن كــرامِ الأُسرِ |
جـَعــبــةُ الــصــحــبِ أمـامي وأنا |
أجتلي الصحـبَ بلمحِ الــبــصرِ |
و خوانُ الــشــعــرِ يصحو كــلــما |
أسـقطَ الكــرمُ بــكأسي ثــمري |
فاغتنمتُ الصحـوَ من تعتعتي |
و تفحّصـتُ إطـارَ الصورِ |
قـلتُ يـا قلبُ رويـداً عــلّــنــي |
أحسم الأمر و أُلــغي حذري |
قـال قـل مـا شـئـتَ و امـطـر ذهـبـاً |
و سيأتيكَ خـراجُ الـمطرِ |
و ابــتــدر بـالـذئــبِ قَـدراً فـعــســى |
أن يكـون الذئـبُ ذئـبَ البحـتــري |
ريثمــا تلقاه بالحُــبِ فقــد |
أوصـدَ الــدربُ بوجـهِ المَعبــرِ |
قــلت بل ألقــيهِ في الــجبِ فـما |
أجــدرَ الـأمن بهـذا المضـري |
قــال : من ذبيان "فانظر ما ترى" |
أرِنـا إن شئـتَ كرَّ العــنتري |
قلـت بـل مـن أنبل الصحـبِ و لن |
أتـراءى في ثيــابِ البربـري |
إخوةً كـنّـا ومـا زلــنــا ولـم |
نـرهــبِ الـصـحـبَ بـحــدِ الخـنـجـرِ |
إن رعـى الــوِدَ حفـظنا ودّهُ |
أو أتــى ذئــبــاً فـهــذا قَــدَري |
عــلّـهُ يـعــلـمُ بــأسي فــلَـكَـم |
أُقنــعُ النفسَ بـردِ الضـررِ |
أكتفي شـرّاً وأُحـيي ســنةً |
ولكــم ألّفـتُ بين الزمــرِ |
ولـكم خُضتُ حروبي قـائداً |
والـسُـراةُ الصِــيدُ تقــفو أثري |
واسـألــوا الــهــزاعَ كــم مــن جــولــةٍ |
خُـضـتــهــا قـبلاً بــعــصــرٍ حجري |
وأبــا القـاسمَ إذ لا قيتُــه |
عـاقـدَ العزمِ بعيدَ النظر |
أعـزلاً أحمــلُ قلــبي رايـةً |
فتشــكيّتُ الـعمى و الجدري |
ابـتكــرتُ الحربَ بالوَردِ ومن |
مـنـجـنـيـقِ الـروحِ أرمي شــرري |
وأرى الشيخَ عـتـيـداً زاخــراً |
كابـنِ خلـدون بزاهي العبــرِ |
ولـهُ من كـلِ مجـدٍ جــذوةٌ |
بــادئاً بـالـفـضــلِ ، سعدَ الــخبرِ |
أبـلــغوا الـصــاحبَ ودّي وكفـى |
نـبــضــةٌ ضـجّت و هــزّت وَتـري |