إهانات شخصية لقيس بن الملوح
تحفل أيم الدراسة الجامعية بالكثير من المفارقات والطرائف .. وفي بدايات الستينات من القرن الماضي كان لنا زميل بكلية الآداب جامعة الخرطوم قد عرف بإعجابه الشديد بإحدي الزميلات وقد كتب لها عشرات القصائد الشعرية .. كانا بانتظارالتخرج ليتزوجا .. وفجأة يتقدم أحدهم لخطبتها .. قالت له فلان تقدم لخطبتي فما رأيك ؟ ..أجابها بغضب وتبرم .. مبروك ثم انصرف ..استغربت من تصرفه ذاك وكانت تتوقع منه أن يحتج ويوبخها .. وبدافع العناد الأنثوي الخالص قبلت بذلك الرجل زوجاً لها ..وكان وقع خبر زواجهما عليه قاسياً جداًر .. فكان أن كتب صديقه وزميله بالكلية محمد المكي إبراهيم قصيدة حملت عنوان ( إهانات شخصية لقيس بن الملوح ) استقبلتها أوساطنا الطلابية حينها بفرح عارم .. تقول كلماتها :
منتعلاً وسامة قلبك الشاعر ..
محتملاً جراحات الهوي الخاسر
وممدوداً علي سجادة التاريخ
علي ليلي تجرجر في الدواوين العتيقة
عن المني والأخذ والإنجاذ ..
ولم تصمد هشاشة عظمك العذري للقتلة
وإن صمدت لهول الموت في الصحراء ..
لماذا والخيول تصاهلت شوقاً إلي التسواح
وسيف شبابك الضاري سنين الحد ؟
وألف مغارة للهاربين في مفازة نجد ..
لماذا لم تعشعش كالنسور علي هواك
نهار الأمس فارقني الحبيب وراح
وباسم التضحيات الزائفات مضي
وخلفني لوهج الشمس والأشباح ..
وباسمك أيها الوغد اللئيم مضي
مزهواً بأكفان الرضاء العام ..
أُهينك هأنذا عبر القرون ..
أهين جميع من باعوا الشباب وفرطوا في الحب
ومصمصموا بالفم واعتذروا عن الأيام ..
وبعد أعزائي ..لا نملك إلا أن نقول ..آه لو تعود تلك الأيام علي حد تعبير صديقنا الطيب ..المستشار بالمملكة العربية السعودية ودمتم في رعاية الله وحفظه .