وحين يحين الظلام
تفر العصافير مذعورة في الأفق
فيولد في الليل ألف جبان
ويخنق روحي جحيم الطرق
أناغي جروحي
بعمق الظلام
ظلام حزين كئيب كروحي
لتذبح حلمي سيوف الأفق
جبانا ولدت
وأحيا جبان
وباب المدينة مثلي حزين
ووجه المدينة مثلي جبان
يقولون إن الصباح تقمص وجه المدينه
وأن القبيلة شدت قوافلها للرحيل
وأن السماء على أثرها مُلئت بالغبار
وقفت على بابها بانكسار
(صباح ولكنه كالمساء )
فعدت حزيناً
لا شيئ إلا بقايا دمار
رأيت النساء ثكالى
وشيخ المدينة يأخذ من كل بيت رهينة
***
أرى الناس يتقاسمون الدماء
ويبنون قبرا مكان الحديقة
أراهم حفاة عراة جياعا
وكلب هناك يهز الجدار
يقول عجوزٌ بأقصى المدينة
: بأن الجدار يخبئُ كنزٌ
ولكنهم يجهلون الطريقة
ينامون تحت لهيب السياط
يفرون في الليل مثلي
أنشحذ خبز رغيف وأرضي جنان ؟
ونفقد أسماءنا في المنافي
وإحساسنا بالأمان
ولا زلت مابين تيه المنافي
وحيدا شريدا أسيرا
وروحي عتيقة
أمزق بعضي وحلمي الجدار
وكنز الجدار
ولكني أجهل كيف الطريقة
***
لمَ يصرخ الناس كل صباح
وكل مساءٍ وكل دقيقة
لماذا يحبون صوت الرصاص
كما يعشقون الدماء المراقة
تساءلتُ عن سر تلك الدماء
وتلك القبور السحيقة
وشيخ المدينة ..!
ما بال شيخ المدينة ..!
يثير الزوابع في كل حين
في كل حيّ
ليحيا سعيدا
بموت المدينة
ونار الضغينة ..!
ولكن أُفْقَ سماء المدينة
غيوم تلون قلب السماء
وطير يرفرق ،،
يا للسكينة
لعل المدافع هذي تغيبُ
ونسمع لحنا يعانق غيما
بسقف المدينة