|
هل كنت ممن فتتوا أكبادي |
أو كنت ممن حددوا أبعادي ؟ |
لم أدرِ مَن حثَّ الخطى لمواجعي |
وأشار للأعداد عن آحادي |
إن الزمان أدار كل معاركي |
لكنه لم يستطع إخمادي |
هتفت مصاريف المدى بمواكبي |
وتعالت الأصوات للأشهاد |
وتفرقت كل الجموع لهيبتي |
لكنني لم أحتمل إيجادي |
وفتكت بالأحزان في صبح الوغى |
بملابسي بتجانسي بحدادي |
كنت القتيل وكنت نادب قاتلي |
وأنوح عن نفسي وعن أضدادي |
فبكيت حتى غاب عني حاضري |
ونسيت سيفي هانئاً برقادي |
يا أيها الغادي إلى قبري كفى |
بوحاً ونوحاً قد أتى ميعادي |
فأنا الذي من دلني لمنائحي |
أذكرت هذا أم لأني العادي ؟ |
صاحبتني وفرقتني ورسمتني |
وسلبت إصراري وفُقْـت عنادي |
ورضيت أن تبقي بوجهي صامداً |
متجلداً والقصد خلق سوادي |
يامن تعيش جراءتي وبراءتي |
أنت الذي أتقنت في إعدادي |
هل كنت أقدر أن أجفف أدمعي |
لما وجدتك صادق الإرشاد ؟ |
إني أعيشك مثلما قد عشتني |
وبنيت عرشك في رُبا أكبادي |
عانيت مثل صبابة مكسورة |
قد خانها يوم النفير الحادي |
من أين جاءت كل أرتال العنا |
لتقيم في قلبي على سجادي |
ياصاحبي يانائماً في مقلتي |
اضنيتني بتقاسمي أضمادي |
ما كل ما هز الحنين يجيئني |
ليضيف في دنيا الفنا آمادي |
ويبارك الأنس الذي قد خانني |
حين افترقنا في صباحٍ بادي |
أنت الذي أرجعتني لمساحتي |
أو أرتقي حتماً إلى ميلادي |
وأقيس أوجاعي لأمضي سائحاً |
متناثراً متجاوزاً أبعادي |
متجاهلاً معنى التمائم والرُّقى |
تلك التي أحيت رفاة رمادي |
كان المصير وكنت من أكدته |
ورضيت حظي دونما ميعاد |
كنت الغريق وكنت أخر نفحةٍ |
دفاقة تسري بروح عنادي |
أسكتُّ ألامي التي كاشفتها |
وجعلتها تختال في استبدادي |
تتقاسم الأهات مني برهة |
وتذوب في سري بعمق جمادي |
ماذا دهاك لكي تصير ضحية |
مثلي وأعظم بل ومن روادي |
وتنام في صدري لتسمع أنتي |
كهدير سيل هارب في وادي |
وتصيغ في كنهي دلائل فكرتي |
وتشدني حتماً إلى أغمادي |
وتمدني بالنور في ليل الهوا |
من بعد ماضاقت أمور بلادي |
وتجود لي بالابتسام لكي أرى |
أني كئيب قد سئمت ضمادي |
وكرهت عنواني وكل محاوري |
وبدأت في حربي بعقر جوادي |
وقذفت نفسي في سياق مصائبي |
لأبيع حظي حاصداً لرمادي |
هذا الـ " أنا " يا أنت ياحظي الذي |
قد باعني ثم احتفى بمزادي |
غارت نجومي بين خبزٍ عابس |
وركود ماءٍ أو كمثل " زبادي " |
من أين لي أن أعتلي يا لائمي |
وأنا فقدت ملامحي كوهادي |
ماهمَّ قلبي غير أني عاشق |
ومرابط في خندقِ الميعاد |
فأنا الذي لم أعط نفسي سؤلها |
أو من أموت لكي أنال مرادي |