معايير التوازن الفكري
أقوم اليوم بجولة في دياجير النفس ، أقارن بين ما أراه ، وما هو محسوس . اضطراب في التعريف عن الحالة ، وانعكاساتها ، فوجدت إن التكافؤ في استهلاكياتها غير واضح ، ودوافع الإسهاب المتردي متوفرة ، لعدم الرغبة في فهم الحالة . قد يكون التصور مرتبط كليا بدوافع مرفوضة ، لأسباب طرحها العقل ، فرفضت من القلب . وتداعت كل الدعوات بإصرار وعزم لأن الخطأ واقع ، وان التصرف مرفوض ، والقبول ليس وارد في إسناد الحقيقة للصواب .
تتبدل كل المفاهيم ، وتسقط المدلولات في هوة الوهم ، فتصيب النفس بعاهة قاتلة ، تؤدي إلى كارثة ، فلا خير فيما يكون ، ولا مناص من الانهيار مهما كانت موجبات الردع قوية .
اليوم .. وغدا .. ويوم أمس .. تتصارع المدلولات ، وتتأثر الحالة بنقص حرارة الممارسة لتعدد نقاط الوهم المزروع بالنفس . فتتأثر بالمقابل كل دوافع الرغبة في القبول .. وان كان التردد والشك هما عاملا فقدان الثقة .. تزداد حساسية الرد حتى تصل إلى عمق يصعب الوصول إليه .
ما تجسد في الحقيقة وهماَ مغلوطا ، لا أساس له من الصحة ، والملاحقة بمصادر غير موثقة ، وإنما مجرد إحساس غير كافي قد يتسبب بكارثة خطيرة . تجعل من اختلاف وجهات النظر مسالة عويصة لا تؤدي إلى نتيجة . وتساهم في انهيار كل شيء .
الحياة ممتدة .. وأيامها معدودة .. وسلوكياتها موصوفة .. فلا غبن ولا ممارسة ، وإنما صفاء نفس بقناعة ، واستمرارية الوصول سهلا جدا ، باستحسان الرؤيا ، والثقة بالمقصود . ولتكن غايتنا نبل إحساسنا ، وصدق مشاعرنا ، وارتباطنا بصدق النوايا ، وعدم الاكتراث بكل الهوامش المغلوطة . كي ينتج مقومات لا تتأثر بأي بنية مغلوطة .
ما أراه ليس سوى عبث وهمي ، أوجدته معايير الخوف ، والتردد . فلا نسلم الأمر لتلك المعايير ، بل نتحداها بيقين ، كي لا تبلغ ذروة الانهيار في لحظة ضعف . ولنكون أكثر جدية بعدم السماح لإحساس خاطئ أن يتغلغل في نفوسنا ، ونقتنع أن الصواب هو الثقة بالنفس .. والإيمان بحسن النوايا .
عند هذا الحد تتوقف كل المنغصات ، وتكون المدلولات ايجابية الأداء .
وعندما أتكلم عن معايير التوازن الفكري
يكون الاضطراب الوظيفي لهيكلة الرؤيا تنحصر في إمكانية القبول أو الرفض لدلالات مفروضة ، قد تكون مقنعة أو مرفوضة ، تتسبب في إيجاد خلل غالبا ما يكون حسي ، وهذا الخلل قد يتطور إلى حالة فقدان التوازن الفكري المؤثر على السلوك الآني . ويتجاوزه أحيانا إلى شكل أوسع واشمل ، ويصبح كل شيء غير واضح . والسبب في حدوث ذلك ، أن التفكير ينحصر في دائرة الرغبة المفروضة ، وحالة إقناع الذات بصواب التفكير فيها، لأنها تريد من هذه الرغبة أن تكون واقعة لتترافق مع الإحساس بعدم قبول السلوك . وهنا لابد من وجود بيانات يرصدها العقل تتوزع بين الرغبة والأسباب . فهما كانت الأسباب موجبه يجب أن تكون الرغبة مقرونة بصدقية الأسباب . فإذا كانت الأسباب مغلوطة تنحسر الرؤيا الصحيحة ، وتربك بيانات التفكير التي تؤدي إلى اختلال معايير التوازن الفكري .
عندما أريد قبول حالة معينه ، يجب أن ترتبط بواقعية الأسباب المحسوسة ، لا بالتخمين والحس المبيت سلفا . عندها تتجلى الصورة بوضوح ، ويصبح القبول مفروضا لعقلانية الأسباب ، وانعدام الرغبة السلبية في إرباك التفكير .. وتصبح بيانات الإدراك الحقيقي للحالة ايجابية ، مقرونة بتبدد الوهم الذي أدى إلى الخلل .
الوهم : عبارة خلل في بيانات التفكير تتسبب في عدم الرغبة الواضحة لقراءة الحالة .