قيل أنّ هارون الرشيد كان يسير يوماً ومعه وزيره "جعفر البرمكي "
فمرّ على فتيات يستسقين فسمع احداهنّ تنشد هذه الأبيات
قولي لطيفِـك ينْثنـي
عن مُهْجَتي وقت المَنام
كي استريحَ وتنطفـي
نارٌ تأجّجُ في العِظـام
دَنِـفٌ تُقلَّبُـه الأكُـفّ
على بِساطٍ مِن ضِـرام
أمّا أنا فكَمـا عَلِمْـتِ
فهلْ لِوَصْلِكِ مِـنْ دَوام
فأُعجِب هارون الرشيد بالأبيات وقال للفتاة هذا ليس شعرك
فقالت لهُ : بل هو شعري
فأنشَدت البنت مدافعة عن حقوقها :
قولـي لطيفِـك ينْثنـي
عن مُهْجَتي وقت الوَسَنْ
كي استريـحَ وتنطفـي
نارٌ تأجّجُ فـي البَـدَن
دَنِـفٌ تُقلَّبُـه الأكُـفّ
على بِساطٍ مِن شَجَـنْ
أمّا أنـا فكَمـا عَلِمْـتِ
فهلْ لِوَصْلِكِ مِنْ ثَمَـنْ
ثم أنه استزادها فقالت :
قولي لطيفِـك ينْثنـي
عن مُهْجَتي وقت الرِقاد
كي استريحَ وتنطفـي
نارٌ تأجّجُ فـي الفـؤاد
دَنِـفٌ تُقلَّبُـه الأكُـفّ
على بِساطٍ مِن حِـداد
أمّا أنا فكَمـا عَلِمْـتِ
فهلْ لِوَصْلِكِ مِنْ سَداد
أعجبت ُ أنا بالقصة , أدرتها في رأسي , فقلت ُ معارضا :
قولي لطيفك ينثني .. عما أعالج في الضلوع
نار ٌ تأجج ُ كلما .. لوحت ِ أضرمت ِ الدموع
دنف تقلبه الأكف ُّ .. ولا يكف ُّ به الهجوع
فتأملي ماقد علمت ِ .. أليس ذا وقت الرجوع ؟
,.,.,.,.,
قولي لطيفك ينثني .. كالبان إني لا أبين ْ
نار تأجج هاهنا .. والنار أولها شجون ْ
دنف تقلبه الأكف ُّ .. فلا هدوء ولا سكون
أما أنا فكما علمت ِ .. أرق ُّ لكن لا أخون
,.,.,.,.,
قولي لطيفك ينثني .. شوقا .. أروم لضمه ِ
كالزهر يسبح في دمي .. من لثمه .. من شمه ِ
كلف به متفرق ٌ .. مابيننا من كمـِّه ِ
عبق ٌ يشاغب هاهنا .. كالطفل لاح لأمه
,.,.,.,.,
لو طلبت الفتاة منك نصفة ً فماذا ستقول ؟!