يا البوعزيزي
إلى أبناء أبي القاسم الشابي
تحية إليهم في ثورتهم المباركة
محمد نديم علي
يا البوعزيزي!!!
من قال أنك جئت تخدع أو تبيع ؟
لا لم تفر من الثمار حلاوةُ الوطن الجريحْ.
يا البوعزيزي
أيها القول الفصيحْ.
قد جئت كي ترجع مساء بالعشاءْ
وتنير وجنات الصغار.
ما جئت كي تعرض بضاعتك الرخيصة كي تبيع.
قد جئت تغرس في اليباب نبوءتكْ.
أحرقت تاريخ الطغاة.
وسقيت شريان الكرامة في فؤاد عروبتك.
وتمتعتْ أغصان خضرتك العفيفة بالجنانْ.
أشعلت نارا في مخادع من رموك على الطريقْ
فتلهلك الجرذان نارُك والصَغَار.
من رعد صرختك الحميمة والحريق.
ها نحن في الزحف الجليل على الطريق !
ماذا أرى ؟
هاذي فواكه جنتك؟
أم ذي تباشير البريق؟
فلتنصتوا ....
أو ترحلوا ..
أو فاهربوا ...
يا جوقة السراق في الوطن الكبيرْ.
إبليس يخجل من وجوهكم الشقية.
والناس كل الناس لا لا لن تموتْ.
يا البوعزيزي ...
ها قد سكبت الشمس في الليل الطويلْ.
ها نحن نهدر في الموات.
يا البوعزيزي
من نار صرختك الفتية.
أشعلت صيحتنا القوية في متاهات السكوت,
ها نحن بعدك نكتب التاريخ منكْ.
ومن مدادك
من (خضارك )
من دمانا
نحفظ الأوطان
ضوءا في العيونْ.
نلعن الشيطان ....
نلعن من رمانا
نرسم الأحلام تاريخا بهيا ...
في الشوارع..
والحدائق ..
والمصانع ...
والمدارس ..
والبيوت.
نشكر الخلاق
في صمت الخشوع ..
وفي الركوع ..
وبين أروقة الشهادة .. ..
والقنوت.
يا البوعزيزي
نحن بعدك
لن نهون
ولن نهان
ولن نفر ..
ولن نموت