الرحيلْ
همُّ القصيدةِ همٌّ بوجدي
وزوارقاً ليست سوى تراتيلاً لبُعدِي
سوفَ أبتدي من هنا وحدي
لأقولَ تلكَ كانت حبيبتي
تلكَ التي ودَّعتني دونَ رحيلٍ
تلكَ التي أمرت بِجَلدِي
تركتني من أجلِ شيءٍ لم أفعلهُ
لم أمسسهًُ
سامحيني لأني فعلتُ شيءً لم أفعلهُ
سامحيني لأنكِ رحلتِ عني
الذنبُ في كلا الحالتينِ ذنبي
الألمُ في كلا الحالتينِ ألمي
ودَّعتِنِي بلا رحيلٍ قلتِ سامحني لن أعودَ
سامحني لا أريدُ أن أصدِّقَ ما تقولُ مرَّةً أخرى
الذنبُ أني صنعتُ الذكرياتِ من وهمْ
آهِ من وهمٍ أهِ من ظلمْ
ذكرياتٍ لها في الغيابِ روائِحَ النَّخيلِ
إذا ما التفَّ على خصريكِ وها هوَ الآنَ
يلتفُّ على عُنُقي
ذكرياتٌ حينَ عيناكِ تبتسمانِ والفجرُ يعزفُ
في جيتارِ شفتيكِ كلُّها ذكرياتٌ تنتمي لتلكَ الحالتينِ
تنتمي لأرقي
حينَ مسكتِ بالمنديلِ تلوِّحينَ لدمعِكِ الشَّفافِ
فتمتصُّ الأرضَ أغلى دمعٍ تبلَّلَ من صدى عينيكِ
بنصفِ الطريقِ عليَّ صمتي اتِّضاحاً
والشِّعارُ الوحيدُ الأمرُ بالرَّحيلِ والنَّهيُ عنِ اللقاءِ
عليَّ عينيكِ زوايا العمرِ في حُجُرَاتِ البكاءِ
عليَّ دموعي عليَّ الرحيلُ حسابَ الإلهِ
عليَّ رذاذَ غضبٍ منِ اختصارٍ لدمعِ الغيومْ
حينَ جلستُ في زوايا الفكرِ أبحثُ
عنكِ فيزدحِمُ الفكرُ بكِ وتضجُّ الكرومْ
تزدحمُ الخواطرُ بكِ وما زالَ الرحيلُ مجلسنا
الكلُّ يعرفُّ قصَّةَ تونسٍ الكلُّ يعرفُ قصَّةَ آدمَ كيفَ
أضاعَ حواءَ بالأرضِ لكن هل يعرفُ قصَّتي أحدْ
هل يعرفُ كيفَ أضعتُ العمرَ بكِ والفكرُ مزدحماً
بحالةِ الرَّحيلِ
مزدحماً في ضياعهِ في جسدْ
لا أحداً يعرفنا سوى الرحيلُ وتفَّاحُ عينيكِ
لا أحدْ لاأحدْ
16/1/2011