..
..
أيا سيد البيدِ
همسُ الحروفِ
وصوتُ الحتوفِ
لآخر فصلٍ تموتُ
يموتُ النخيل
دبيبُ البلاغةِ فوقَ الرمالِ تئنُّ
لفقدِ المقاتلْ
لسيّدِ ورد القصائد تبكي المحافلْ
لنبع الصعاليك حين يسيرون نحو الحقيقة خلفك
تبكي السنابلْ
ويبكي الرحيلْ
أيا سيد البيدِ
كلُّ القصائدِ عادتْ إلى بحرها
وعادتْ نسورُ البيانِ إلى حيث شاءتْ إلى سفحها
وتلك الحمائمُ عادت إلى عشها
وعدتُ إلى ذكرياتي القديمةِ
عدتُ إليكَ
إلى النبضِ في مقلتيكَ
فعاد الصهيل إلى منبع الصوتِ
عاد الصهيلْ:
يقولون "زيف الشعارات" عند الرخامْ
خفافيشَ وهمٍ
يطيرون فوق الموائد عند الظلام ْ
وأنت أمام النخيل تغني لها نغمةً من يقينْ
وتكشف في خيمةِ الحبِّ هذا الأنينْ
أدرت لهم مهجة الصبحِ
كنتَ الحقيقةَ كنتَ لهم دربَ نورٍ
وكنتَ الدليلْ
سلامٌ عليك أيا سيد البيدِ
إنّا قرأناك خلف السطور قضيّةْ
وإنّا قرأناك بين السطور اشتعالَ الحروف
وروحا أبيّةْ
وإنا عرفناك عند احتمالِ الرمال
إذا هبت الريحُ صمتَ السلام
وصوتا أصيل
أيا سيد البيد
مرت عليك الدروب وأنهت تراتيلها
ثم غابت
فماتت خطاكْ
وأنت الحداءُ الأخيرُ
فعاشتْ مع الراحلين رغيفُ القصائدِ
عاشتْ رؤاكْ
رحلتَ ولكن بياضُ وشاحكِ
يبقى فضاءً لمن يعبرون
وتبقى طريقا إلى الفجر يا سيد البيدِ
تبقى الدليلُ
وتبقى الصهيلْ
...
...
سعيد العواجي
18/2/1432هـ