|
أيا واحة الخيرات ليلك مقمرٌ |
وروضتك الغنّاء ضاء بها الفكرُ |
زهوتِ بأرض الشعر بعد يباسها |
وطال ينابيعَ الصفاءِ بها نـَزْرُ |
و خِرْتِ منارات الأصالة مَعْلماً |
عريباً وأنسابُ الملا شابها هـَذْر |
فكنتِ المواثيقَ التي قد أقامها |
دُعاءُ القوافي بعد ما ضاقها هجر |
شعارك نخلٌ قد تدانت عِذاقـُه |
و هَرْفُ القصيدِ العذب فيكِ لها تمر |
وحامت بكِ الأطيارُ تطلب راحةً |
على وِرْدِ أشعارٍ تقدّمها صقرُ |
فيا موئلَ الأشعار هذي رواحلي |
بأدناكَ قد حلت وغادرها السَّفـْرُ |
قصدتُ كراماً قد نزلتُ بساحهم |
فيا طيرَ أشعاري أتاكَ بهم فخر |
وأذكـُرُ نسراً قد أطلَّ بباذخٍ |
سرى عُمَريـّاً طال منه الورى ذِكرُ |
أبا ناصر ٍ أنت القصائدُ كلها |
وشيخي سليمانيُّّ أقواله بحر |
ورِفـْعَتُ طال المَكثُ في زهر روضكم |
وزيدانُ في أرض القصيد له نهر |
وعقاد حبل ِ الشعر لو شاء حلـَّه |
جهادُ التفاعيل ِالتي صاغها بدر |
وأشرق من سنجارها مصطفاهُمُ |
جُرَيويُّ طنطاويْ تباهت بهم مصر |
وبنت الرفاعي بيتُ أقوالها الذرى |
فتى غامدٍ نضوٌ أجاد به الدهر |
ومازنُ شعري والبياسيُّ وسالمٌ |
وباقي أصيحابي علا فيهمُ القـَدْر |
و أ ُجْمِلُ في أهل اليمان ِ مقالتي |
همُ الزهر في روض البيان له عطر |
وفي النيل قد سال القصيد مشاعراً |
وحسبُ عراق الخير فيه الندى خمر |
مغاربُ أرض العُرْبِ إني أ ُجـِلـُّكم |
جزيرة ُ كل العُربِ أنتمْ بها فخر |
فلسطينُ لبنانيْ وأ ُرْدُنُّ أضلعي |
همُ قـَدْحُ ناري إن ضـَرَتْ أو همُ الكـِبْر |
شآمٌ وفيكمْ قد سَفـَحتُ قصائدي |
وكم قد أذابَ النفس في قومها شِعر |
فهذا أيا صَحْبَ الندى قلتُ فيكمُ |
وأطلبُ صفحاً عن عِثارٍ له عذر |
وأختمُ قولي بالصلاة على النبـِي |
شفيع ِ البرايا إن أضارَ بهم حشر |