هذا أوانك .. يا مصر
مرحى لشــعبٍ للخــلاص يقـــودُ
وسـبيلهُ نحو الصُّعود .. صعــودُ
قــامت على كَتفيْــه أقـدم دولـــة ٍ
غنى لهـا التـّــاريخ كيــف تُريــد
وحضــارة بقِيـَـتْ تُذكَّــرُ بـالـَّـذي
صنعتْــهُ في سِــفرِ الخلود زُنـود
تلكَ الضِّفــافُ روايـةٌ ممْهـــورةٌ
بثــراءِ مــا تركَ الأُبـــاةُ الصّيـــد
في كلِّ شـــبرٍ فوقهـــا أعجوبـــة
يهفـــو إليهـــا منشــــد ونشــــيد
حَفَظتـــهُ للدُّنيـــا منـــاراتٍ علـى
مـَـرِّ الـــدُّهورِ وخَـلَّدتْـــهُ البيــــد
حَفِظتْـهُ للتــاريخ ِرمزَ حضـــارةٍ
قِمَمــا ًعلى صَفحـــاتِه التَّخْليـــد
هلْ مثلُ هذا الشَّعب يَركعُ خانِعـا ً
ويقــودُه الفــرعـونُ والإخْشـــيد
مصرُ العظيمةُُ لنْ تهونَ ومَن يرى
غيــــرَ الحَقيقـــةِ أحمــقٌ وبَليـــــد
مصرُ الحضارةِ لنْ تهونَ وشًَعبُها
خيـلٌ إذا بــَرقَ الحُســــامُ وَلــــود
صَبَرتْ على جَورٍ تطــاولَ عَهـدُه
ومضى مع الصَّبرِ المَضاءُ يَزيــد
صَبّــرتْ لعـلَّ الله يلجــم ظُلم مَن
نَهَـبَ الحَيــاة َ وأمْكــنَ التَّهــويـد
قِـطط يُسـَــمِّنها ويُطلِقُهــــا على
قـُـوتٍ يُهــاجـِر خلفـَــهُ المَكـــدود
اللهُ أكبــرُ , كيف يــا مصـرُ التي
عاشـَـت قرونــا بالأبــــاة تجـــود
مادَت بكِ الأيــامُ وانفَرَطَ الحِجـى
وظـــلامُ أعـــداءِ الحيــاةِ يســود
فالحصنُ أنتِ لأُمَّـةٍ سَـمَقت وفَجْـ
ـــرُكِ قــادم لا تحتـَــويهِ حــُـــدود
مـا كنتِ يومـاً غيــرَ قِبلة مُبْــدِعٍ
رسَــمَ الجمـالَ وطبعـُـه التَّجديــد
يـا مصر لا تَرضيْ بِغيــرِِ نهــاية ٍ
تَســمو بِذِكــركِ فالظـــلام شــديد
ضُمّي يديــك حَبيبتي فلَقــد بــدى
صــرحٌ بنتـْهُ يـَـد الظـَّــلام يَميــد
قدْ آن وقتُ الحَسْم دونَك فارفَعي
قهــراً تَمتْــرس خلفـَه المَفْـــؤود
هــذا أوانـكِ لا تُضيعــي فُرصــةً
قسَماً سـَـيرتَحل الطُّغــاةِ السُّــود
وتَشـَـــبَثي بــاللهِ لا تِسْـــتعْصمي
بِسِــواه أو فَـليَختَـف التصعــــيد