|
يا قدسُ صبرًا سيعلو وجهُهُ القمرُ |
|
|
فوقَ المآذنِ ثمَّ العتمُ يندحرُ |
وسوفَ تولدُ عندَ الفجرِ زهرتـُـنا |
|
|
وفي المساءِ سيشدو فرحَـنا الوترُ |
يا قدسُ ظنّوا بأنَّ الأرضَ قدْ أكلتْ |
|
|
ومزّقتها ضروسُ الحقدِ والجـُّـدُرُ |
ظنّوا وخابوا وإنَّ الصّبحَ موعدُهمْ |
|
|
والصّبحُ باتَ قريبًا دونكِ العبـَـرُ |
فكمْ توالى عليكِ القاسطونَ وكمْ |
|
|
عاثَ البُغاةُ فسادًا كمْ رأى البصرُ؟ |
هذي الكنيسةُ تبكي ذلّ صخرتها |
|
|
وسورُ مسرى رسولِ الله يحتضرُ |
يا دهرُ إنّا شربنا الكأس ممتلئاً |
|
|
مُرّاً وَقَد نالَ منْ أحلامنا السَّكـَـرُ |
والظّلمُ فيكَ توالى حولَ بسمتنا |
|
|
فهلْ بيومٍ لسانُ الظّلمِ يعتذرُ |
نحنُ الذين خُطِفنا منْ طفولتنا |
|
|
ثمَّ اشترانا ترابُ القبرِ والحَجَرُ |
لغيرنا الحظّ يسعى دونَ مسألةٍ |
|
|
بالودّ يُـقبلُ كالشّلال ينهمرُ |
ونحنُ في كلـَحٍ والحبُّ يُخطئـنا |
|
|
نؤتيهِ وجْهًا فيأبى وجهـَـنا الدّبـُـرُ |
كُرهاً سقانا كغيثٍ دونما سُحُبٍ |
|
|
إنْ كانَ ذا غيثـُـنا لا جاءَنا المطرُ |
عشنا الهوانَ وضرسُ الصّبرِ ينهشنا |
|
|
أتى علينا فلا لحمٌ فنصطبرُ |
وأعينُ الفقدِ والإنكارِ ترصدنا |
|
|
والدّاءُ والفقرُ والحرمانُ والقترُ |
أقرَّنا الهمُّ في كابوسِ جَمرتِهِ |
|
|
إنْ غابَ عنـّا سعيرٌ أقبلتْ سقرُ |
وإنْ بيومٍ هزمنا الفقرَ نُغضِبُهُ |
|
|
فيبتلينا لأعوامٍ ونفتقرُ |
ويهلكُ الحزنُ أحلامًا نعيش لها |
|
|
ولكنِ الخوفَ يقربنا فينكسرُ |
في العزّ نرفلُ حتّى في مقابرنا |
|
|
يهابـُـنا الموتُ إذْ يدنو وينتحرُ |
يا قدسُ وحدي وفي الأسفارِ مثقلةٌ |
|
|
خطايَ قدْ ملّها التّرحالُ والسّفرُ |
وأنتِ مجدي وتاريخٌ أناخَ به |
|
|
عيرُ البُغاةِ وفيهِ استوقِدَ الغَرَرُ |
وأنا ابنُ همِّكِ لا فرحٌ ألوذُ بِهِ |
|
|
ولا سرورٌ يلاقيني فأدّخرُ |
ستّونَ عُمراً وأوراقي مبعثرةٌ |
|
|
في كلِّ عاصمةٍ والكلُّ يتـَّجِرُ |
ستّونَ جُرحًا ألمْ تكفي على جسدي |
|
|
حتّى امتزجتِ بجسمي أيّها الحُبرُ |
مُسَهَّدُ الجفنِ محبوسٌ بغربتِهِ |
|
|
وأنكرتني تميمٌ واعتدتْ مُضَرُ |
في ذاتِ ذكرى تراءَى الطّيفُ في خلدي |
|
|
وداهمتني فلولُ الشّوقِ والصّوَرُ |
شدّ الرحالَ فؤادي عاشقاً ولهاً |
|
|
إلى عيونِكِ ثمَّ السّمعُ والبصَرُ |
والرّوحُ والنّفسُ منْ أشواقِها انطلقتْ |
|
|
عندَ النّداءِ فما هانوا وما انتظروا |
حتّى دخلتُ لآآآهٍ لستُ افهمها |
|
|
فيها الضّرارُ يشقُّ الصّدرَ والضّرَرُ |
بينَ الأزقـّةِ أمشي في مواجعها |
|
|
وكانَ يمشي قـُبيلي فيهمُ الجُسُرُ |
أعاتبُ الشّمسَ عنْ تقصيرها خجلاً |
|
|
فلا تُجيبُ ولا يأتي لها خبَرُ |
واسألُ الخيلَ عنْ نصرٍ فتسألني |
|
|
ماذا ستفعلُ دونَ الفارسِ المُهرُ |
فأفقدُ الوعيَ أغدو دونَ بوصلتي |
|
|
وأركبُ البحرَ لا ترضى بيَ الجُزُرُ |
أعودُ أبحثُ عنْ نفسي وعنْ عبثٍ |
|
|
أقلـّبُ الكونَ ألقاها فتندثرُ |
أبقى هناكَ على أطرافِ ذاكرتي |
|
|
أرجو العبورَ على الأبوابِ أنتظرُ |
فهلْ سأدخلُ منْ أبوابِها مُدني |
|
|
وهلْ بيومٍ غيومُ النّحسِ تنحسرُ؟ |
يا أمّةً منْ خِلالِ العتمِ أسألكمْ |
|
|
عنْ ماءِ وجهٍ وعنْ أسيافكمْ كفروا |
ماذا دهاكمْ ألمْ يأنِ المسيرُ ولمْ |
|
|
يصحُ السّلاحُ ألمْ تنهاكمُ النـُّـذرُ |
يا دهرُ إنّا لحكمِ الله ذلـّـتُـنا |
|
|
طوعًا وكرهًا وسوفَ الحقُّ ينتصـِرُ |
يا دهرُ ضاقتْ بنا الدّنيا وما انفرجتْ |
|
|
وجفَّ في أحلامِنا الينبوعُ والنَّهـَرُ |
جئناكَ نحملُ منْ آمالنا جَبلاً |
|
|
وضعفَ ذلكَ منْ آلامنا ظهروا |
جئناكَ نطرقُ بابَ العدلِ يُنصفنا |
|
|
فافتحْ كتابكَ واحكمْ أيّها القدَرُ |