|
1. هُوَ المُبَارَكُ لا تَعْجَبْ وَلا تَسِلِ |
فَحِكْمَةُ اللهِ فَوْقَ العَقْلِ وَالعِلَلِ |
2. فَصُمْ وَصَلِّ وَحِجِّ البَيْتَ مُعْتَمِرًا |
الرِّزْقُ لَيْسَ بِإيمَانٍ وَلا عَمَلِ |
3. عَلَى يَدَيْهِ يَسُوقٌ اللهُ آيَتَهُ |
لِيَهْتَدِي كُلُّ مَنْ لَمْ يُهْدَ بِالرُّسِلِ |
4. إنَّي عَيِيتُ وَلَمْ أعْرِفْ لَهُ مَثَلاً |
إنْ كُنْتَ تَعْرِفُ شَيئًا مِثْلَهُ فَقُلِ |
5. أرِيِكَةٌ الحُكْمِ جَاءَتْهُ وَمَا خَطَرَتْ |
لابْنِ المُبَارَكِ فِي فِكْرٍ وَلا أمَلِ |
6. فَمَا سَعَى نَحْوَهَا أوْ رَامَ سُدَّتَهَا |
أوْ هَمَّهُ أمْرُهَا أو بَاتَ فِي شُغُلِ |
7. ألْقُوا العِصَّى فَلَمْ يَلْفُوا لَهُ مَثَلاً |
فِي حَاضِرِ النَّاسِ أوْ فِي الأعْصُرِ الأُوَلِ |
8. فَآثَرُونَا بِهِ سَيْفًا يُحَارِبُهُمْ |
وَآثَرُوهُ بِشَعْبٍ جَدَّ مُمْتَثِلِ |
9. ثَلاثَةٌ لَبِثُوا فِي الكَهْفِ دُونَ هُدًى |
وَكَانَ رَابِعَهُمْ زَالُوا وَلَمْ يَزُلِ (1) |
10. قَدْ عَاشَ فِي الجَوِّ فَانْبَتَّتْ أوَاصِرُهُ |
عَنْ أرْضِهَا فِي مَقَامِ الخَوْفِ وَالوَجَلِ (2) |
11. مَاجَتْ بِأحْدَاثِهَا مِصْرٌ فَلَمْ يَكُ مِنْ |
بَنِي أُمَيَّةَ أوْ مِنْ أوْلِيَاءِ عَلِي |
12. هُوَ الضَّحُوكُ وَقَدْ بَانَتْ نَوَاجِذُهُ |
وَأرْضُنَا تُشْتَرَى بِالنَّقْدِ وَالأجَلِ |
13. وَمَا يُبَالي إذَا ضَاقَتْ وَإنْ مُلِئَتْ |
مِنْ حَولِهِ مِصْرُ بِالحَيَّاتِ والشِلَلِ |
14. وَإنْ تَبَسَّمَ شَاعَتْ فِي مَلامِحِهِ |
بَرَاءَةُ الطِّفْلِ بَعْدَ الرِّيِّ وَالبَلَلِ |
15. وَإنْ دَهَتْ مِصْرَ دَهْيَاءٌ فَلَيْسَ لَهَا |
إلا المُبَارَكُ يَلْقَاهَا عَلَى جَمَلِ (3) |
16. هُوَ العَبُوسُ عَلَى لا شَيءَ يٌعْبِسُهُ |
إلا لِيَبْدُو عَمِيقَ الفِكْرِ وَهُوَ خَلِي |
17. تَرَاهُ مُنْفَعِلاً فِي غَيْرِ مُشْكَلَةٍ |
وَفِي المَشَاكِلِ يَبْدُو غَيْرَ مُنْفَعِلِ |
18. وَإنْ زَوَى حَاجِبَيْهِ أوْ بَدَا دَهِشًا |
فَلَيْسَ ثَمَّةَ مَا يُغْرِيكَ بِالجَدَلِ |
19. بَحْرٌ لَدُنِّىُ فِي عِلْمٍ وَفِي أدَبٍ |
تَضِلُّ فِيهِ فُهُومُ الخَلْقِ وَالمِلَلِ |
20. يُرِيكَ مَا لا يَرَاهُ العَقْلُ فِي نَظَرٍ |
كَأنَّ فِي مُخِّهِ شَيئٌ مِنَ الحَوَلِ |
21. أفْعَالُهُ بِحُرُوفِ النَّفْي قَدْ قُرِنَتْ |
مَا بَينَ كَلاَّ وَلا لَنْ لَمْ بَلَى وَبَلِ |
22. هُوَ الرِّيَاضِيُّ يَقْضِي اليَوْمَ فِي تِنِسٍ |
وَفِي اسْكِوَاشٍ بِلا ضِيقٍ وَلا مَلَلِ |
23. مَا حَلَّ فِي مَلْعَبٍ إلا وَقَدْ مُنِيَتْ |
أوْلادُنَا بِعَجِيبِ النَّحْسِ وَالفَشَلِ |
24. هُوَ البَرِيءُ الذِّي قَدْ قُدَّ مِنْ دُبِرٍ |
قَمِيصُهُ وَقَمِيصُ الشَّعْبِ مِنْ قُبِلِ |
25. تَحَارُ فِي فَهْمِهِ الأفْكَارُ مَا انْصَرَفَتْ |
إلَيهِ إلا أُصِيبَ العَقْلُ بِالخَبَلِ |
26. ألفَاظُهُ دُرَرٌ ألحَاظُهُ غُرَرٌ |
وَالصَّوْتُ حُلْوٌ بِلَحْنِ العَمِّ سَامِ طَلِي |
27. إنْ قَالَ مُنْبَهِرًا أوْ صَالَ مُنْذَعِرًا |
فِي مَشْهَدٍ مِنْ عُيُونِ القَوْمِ مُكْتَمِلِ |
28. ضَرَبْتُ كفًّا عَلَى كَفٍّ وَقُلْتُ لَهُ |
يَالَيْتَ أنَّكَ لَمْ تَنْبِسْ وَلَمْ تَصُلِ |
29. هُوَ الصَّرِيحُ الذِي لا سِرَّ يَحْجُبُهُ |
كَالنَّهْرِ شَفَّ عَنِ الحَصْبَاءِ والوَحَلِ |
30. هُوَ المُطِيعُ الذِي مِنْ فَرْطِ طَاعَتِهِ |
تَقُودُهُ يَدُ رَاعِي الشَّاءِ وَالإبِلِ |
31. هُوَ الدَّقِيقُ العَمِيقُ الفِكْرِ فِي بَصَرٍ |
فَلَيْسَ تُخْفَى عَلَيَهِ الشَّمْسُ فِي الطَّفَلِ |
32. غَلا الغُلاةُ فَقَالُوا مِنْ طَهَارَتِهِ |
أنْ جَاءَ مَوْلِدُهُ فَقْسًا بِلا حَبَلِ |
33. أنَاتُهُ فِيهِ تَنْفِي أنَّهُ بَشَرٌ |
فَاللهُ قَدْ خَلَقَ الإنْسَانَ مِنْ عَجَلِ |
34. دَارَ الزَّمَانُ بِمِصْرٍ فَهْوَ حَاكِمُهَا |
وَعَادَ تَقْدِيسُهَا لِلْعِجْلِ والجُعَلِ |
35. قَصِيدَتِي لَسْتِ مِنِّي كَيْفَ طَاوَعَنِي |
شِعْرِي فَأنْشَدَ أبْيَاتِي عَلَى طَلَلِ |
36. قَدْ تَرْجُحُ المُتَنَبِّي فِي رَوَائِعِهِ |
لَكِنَّهَا حِلْيَةٌ لَيْسَتْ عَلَى بَطَلِ |
37. مَا قِيمَةُ العِقْدِ إنْ صِيغَتْ لآلِئُهُ |
عَلَى جَبِينِ مَنَاةٍ أوْ عَلَى هُبَلِ |
38. أَكُلَّمَا ضِقْتُ مِنْ شَيْءٍ وَأرَّقَنِي |
فَزِعْتُ مِنْهُ إلَى مُسْتَفْعِلِنْ فَعَلِ |
39. أنْفَقْتُ وَقْتِي فِيمَا لا غِنَاءَ بِهِ |
وَضَاعَ شِعْرِي بِشَخْصٍ غَيْرِ مُحْتَمَلِ |
40. إذَا نَثَرْتُ عَلَيْهِ مِنْ حُلَى أدَبِي |
فَلَيْتَ أنِّىَ لَمْ أكْتُبْ وَلَمْ أقُلِ |
41. وَلَيْتَنِي قُلْتُ فِي وَصْفٍ وَفِي غَزَلٍ |
وَإنْ مَضَى زَمَنُ التَّشْبِيبِ وَالغَزَلِ |
42. أنَا الذِي اخْتَرْتُ إزْجَاءَ القَرِيضِ بِهِ |
فَمَا نَكِيرِي عَلَى الألْفَاظِ وَالجُمَلِ |
43. نَثَرْتُ بَعْضَ ابْتِسَامِي فِي فَوَاصِلِهِ |
حَتَّى أُخَفِّفَ مَا بِالقَوْلِ مِنِ ثِقَلِ |
44. وَقَدْ تَشِي بِأسَى المَحْزُونِ ضَحْكَتُهُ |
وَيَنْتَشِي جَذِلٌ بِالمَدْمَعِ الخَضَلِ |
45. نَحْيَا بِمِصْرَ زَمَانًا لا نَظِيرَ لَهُ |
فِي حِنْدِسٍ بِظَلامِ اليَأسٍ مُكْتَمِلِ |
46. عَامُ الرَّمَادِةِ فِي مِصْرٍ بِلا عُمَرٍ |
نُغَاثُ مِنْ يَثْرِبٍ بِالقَمْحِ وَالبَصَلِ |
47. فَهَلْ جَرَى النِّيلُ فِي بَيْدَائِهَا غَدِقًا |
وَجَفَّ عَنْ شَاطِئَيْهِ فَيْضُهُ الأزَلِي |
48. وَاهًا عَلَى ضَيْعَةٍ بِالخَيْرِ مُتْرَعَةٍ |
أضَاعَهَا جَشَعُ الحُكَّامِ وَالهَمَلِ |
49. أفْنَتْ عَنَاقِيدَهَا أيْدِي ثَعَالِبِهَا |
وَمَا بَشِمْنَ وَمَا أبْقَيْنَ مِنَ وَشَلِ (4) |
50. يَا ابْنَ الحُسَينِ نَوَاطِيرُ البِلادِ غَدَوا |
سُرَّاقَهَا بِالرُشَى وَالنَّهْبِ وَالخَتَلِ (5) |
51. هَجَوْتَ كَافُورَ أسْتَاذًا وَمَوْهِبَةً |
فَمَا تَقُولُ بِجَهْلٍ صِيغَ فِي رَجُلِ |
52. كَمْ ذَا بِمِصْرَ هِجَاءٌ وَهْىَ عَامِرَةٌ |
فَكَيْفَ وَهْىَ بِلا رِسْلٍ ولا رَسَلِ |
53. ضَاقَتْ عَلَى أهْلِهَا الأمْجَادُ فَارْتَحَلوا |
أنْظُرْ تَجِدْ كُلَّ يَوْمٍ ألْفَ مُرْتَحِلِ |
54. قَدْ أصْبَحَتْ لِبَنِيهَا اليَوْمَ طَارِدَةً |
أيْدِي سَبَا بِقَصِيِّ الأرْضِ وَالسُّبِلِ |
55. بَنَتْ بِمَنْ سَامَهَا خَسْفًا وَطَلَّقَهَا |
فَهَامَ أوْلادُهَا فِي السَّهْلِ وَالجَبَلِ |
56. وَعَادَ يَطْلُبُ مِنْهُمْ سَدَّ حَاجَتِهِ |
وَمَا اعْتَرَتْ وَجْنَتَيْهِ حُمْرَةُ الخَجَلِ |
57. البَيْتُ فِي شَرْعِهِ حَقٌ لِحَاضِنَةٍ |
فَاغْرُبْ يَعُدْ عَامِرًا بِالخَيْرِ وَالأمَلِ (6) |
58. مِصْرُ الكِنَانَةِ بَاتَتْ وَهْىَ طَاوِيَةٌ |
وَالفَقْرُ يَنْهَشُ فِي الأعَرَاضِ وَالمُثُلِ |
59. أمُّ الحَضَارَةِ صَيْدٌ فِي حَبَائِلِهِمْ |
رَهْنَ المَعُونَةِ مِنْ أعْدَائِهَا المُطُلِ |
60. يَأتِي الرَّغِيفُ إلَيْهَا وَهْوَ مُؤتَدِمٌ |
بِمَاءِ وَجْهٍ لَهَا مِنْ قَبْلُ لَمْ يَسَلِ |
61. فِي كُلِّ حَبَّةِ قَمْحٍ مَطَلَبٌ عَسِرٌ |
وَكُلُّ دُولارِ طَعْنُ اللهْذَمِ الخَطِلِ |
62. تَحَيَّرَتْ فِي فَمِي الأشْعَارُ وَهْىَ تَرَى |
مِنْهُ العَجَائِبُ فِي صَحْوٍ وَفِي ثَمَلِ |
63. قُصُورُ آلِ عَلِيٍّ لَمْ تَلِقْ سَكَنًا |
لابْنِ المُبَارَكِ نَسْلِ المُحْتِدِ الأَثِلِ |
64. ضَلَّتْ بِأبْهَائِهَا أفْكَارُهُ دَهَشًا |
فَحَارَ لَمْ يَدْرِ "بُوُلِيتِيكَةَ" الدُّوَلِ |
65. فَرَاحَ يَبْنِي لَهُ قَصْرًا ويُبْدِعُهُ |
لَمْ يَجْرِ فِي خَاطِرٍ مِنْ بَعْدُ أوَ يَجُلِ (7) |
66. يَبْنِي القُصُورَ وَقَدْ ضَاقَتْ بِأُمَّتِهِ |
سُكْنَى القُبُورِ قَرِيرًا غَيْرَ مُحْتَفِلِ |
67. يَاسَاكِنِيهَا أجِيبُونِي أمُنْتَقِلٌ |
عَنْ دَارِهِ مَيْتُكُمْ أمْ غَيْرُ مُنْتَقِلِ |
68. سَكَنْتُمُ القَبْرَ أحْيَاءً فَهَلْ لَكُمْ |
مَثْوَىً يُوَارِيكُمُ فِي آخِرِ الأجَلِ |
69. بِسَبْعِ عَشْرَةِ مِلْيُونًا أقَمْتَ بِهَا |
قَصْرًا تَزَيَّنَ بِالأسْتَارِ والكِلَلِ (8) |
70. مَا قِيمَةُ القَصْرِ مَهْمَا كَانَ رَوْنَقُهُ |
هَلْ قِيمَةُ القَصْرِ إلا قِيمَةُ الرَّجُلِ |
71. وَهَبْكَ كُنْتَ بِقَصْرٍ شِيدَ مِنْ ذَهَبٍ |
فَلَنْ تُغَيَّرُ فِي شَكْلٍ وَفِي خِصَلِ |
72. وَلَنْ تَكُونَ بِهِ غَوْثًا وَلا بَطَلاً |
فِي فِتْنَةٍ عَمَمٍ أوْ حَادِثٍ جَلَلِ |
73. وَلَنْ تَكُونَ سُوَىَ "حُسْنِي" بِلا كَذِبٍ |
وَلَوْ تَعَلَّقَتَ بِالجَوْزَاءِ والحَمَلِ |
74. فَلَنَ يَكُونَ حِمَارُ الوَحْشِ قَسْوَرَةً |
وَلَوْ ثَوَى بِعَرِينِ الضَّيْغَمِ الرَّبِلِ |
75. قَدْ نِلْتَ مَا نِلْتَ مِنْ مُلْكٍ وَسَلْطَنَةٍ |
وَأنْتَ أنْتَ فَلَمْ تَقْصُرْ وَلَمْ تَطُلِ |
76. تَقُولُ أنَّ بِنَاءَ القَصْرِ مِنْ هِبَةٍ |
فَلَيْتَ أنَّكَ فِي فُسْطَاطَ أوْ نُزُلِ (9) |
77. وَمَا سَمِعْتُ بِقَصْرٍ شِيدَ مِنْ مِنَحٍ |
وَعَرْشِ مُلْكٍ مِنَ الإسْدَاءِ والنُّحَلِ |
78. كَرَامَةُ العَرْشِ أنْ تَبْنِيهِ أمَّتُهُ |
لَيْسَ الكَرَامَةُ أنْ تَبْنِيهِ بِالذُّلُلِ |
79. يَدٌ تُكَفَّفُ جُودَ المُحْسِنِينَ يَدٌ |
سُفْلَى رَخِيصَةُ مَاءِ الوَجْهِ والمُقَلِ |
80. مَا أثْقَلَ اللهَ أوْزَارًا وَأخْسَرَهُمْ |
عَطَّلْتَ فِينَا كِتَابَ اللهِ وَهْوَ جَلِي |
81. شَنَنْتَ حَرْبًا عَلَى القُرْآنِ بَاغِيَةً |
وَسُنَّةٍ ثَبُتَتْ عَنْ خَاتِمِ الرُسُلِ |
82. أغْرَتْكَ بِاللهِ دُنْيَا لا بَقَاءَ لَهَا |
أخْزَاكَ رَبُّكَ فِي حِلٍّ وَمُرْتَحَلِ |
83. مِصْرُ التِي بَارَكَ البَارِي كِنَانَتَهَا |
قَدْ اسْتُبِيحَتْ لِشَرِّ الخَلْقِ وَالنِّحَلِ |
84. فِي طُورِ سِينَاءَ أرَضِ الأنْبِياءِ جَرَى |
دَمُ الشَّهِيدِ كَرَجْعِ العَارِضِ الهَطِلِ |
85. لَوْ يَنْبُتُ الدَمُ لاخْضَرَّتْ سَبَاسِبُهَا |
مِنَ العَرِيشِ إلَى طُورٍ إلَى نِخِلِ |
86. هَلْ تَذْكُرُونَ تِلالاً مِنْ جَمَاجِمِهِمْ |
ضَاقَتْ بِهَا عَرَصَاتُ الطُّرْقِ والحِلَلِ |
87. كَانَتْ مَذَابِحُ مِمَّنْ لا خَلاقَ لَهُمْ |
تَحْكِي البُطُولاتُ فِيهَا مَقَتَلَ البَطَلِ |
88. وَرُبَّمَا عَزَّ بِالإقْدَامِ مُنْهَزِمٌ |
وَبَاءَ مُنْتَصِرٌ بِالعَارِ والخَجَلِ |
89. وَمَا اسْتَكَانَتْ لَهَمْ مِصْرٌ بِلِ انْتَفَضَتْ |
بِجَحْفَلٍ بِنَجِيعِ الثَّأرِ مُغْتَسِلِ |
90. حَتَّى إذَا أمِنُوا كَرَّتْ فَوَارِسُهَا |
مِثْلَ انْتِفَاضَةِ رِئبَالٍ عَلَى وَعَلِ |
91. وَانْقَضَّ فَوْقَهُمُ الأبطَالُ إذْ عَبَرُوا |
بِمَارِجٍ مِنْ رَهِيبِ المَوْتِ مُشْتَعِلِ |
92. فَمَا حَمَى خَطُّ بَرْلِيفٍ فَرَائِصَهُمْ |
فَمُزَّقُوا فِي فِجَاجِ الأرْضِ والقُلَلِ |
93. فَكَانَ سَبْتًا عَلَيْهِمْ مَالَهُ مَثَلٌ |
كَأنَّمَا طَالَعَتْهُ الشَّمْسُ مِنْ زُحَلِ (10) |
94. وَكَانَ مَا كَانَ مِنْ غَدْرٍ وَمَجْبَنَةٍ |
وَمِنْ ضَيَاعِ ثِمَارِ النَّصْرِ بِالغِيَلِ |
95. وَاسْتَقْدَمُوا القَائِدَ المَنْصُورَ مُنْكَسِرًا |
لِلْقُدْسِ يَرْجُو سَلامَ الخَائِفِ الوَجِلِ |
96. حَتَّى إذَا فَرَغُوا مِنْهُ بِمَقْتَلِهِ |
جَاؤوا بِنَائِبِهِ يَزْدَانُ بِالعَطَلِ (11) |
97. سَلْطَنْتُمُوه عَلَيْنَا كَي تَدِينَ لَكُمْ |
خَيْرُ البِلادِ بِلا جُرْدٍ وَلا أسَلِ |
98. فَرْخٌ مِنَ الجَوِّ دَرَّبْتُمْ لِيَقْنِصَهَا |
واللهُ فَوقَ خِبِيءِ المَكْرِ وَالحِيَلِ (12) |
99. حَسِبْتُمُ أرْضَنَا صَيْدًا لأذْؤبِكُمْ |
إذَا وِلايَتُهَا أفْضَتْ إلَى حَمَلِ |
100. وَمَا اعْتَبَرْتُمْ بِأيَّامٍ لَهَا سَلَفَتْ |
وَسَالِفُ القَوْمِ إرْهَاصٌ بِمٌقْتَبَلِ |
101. كَمْ جَاءَهَا مِنْ عَدُوِّ آبَ مُنْهَزِمًا |
وَرَامَهَا قَبْلَكُمْ عَادٍ فَلَمْ يَصِلِ |
102. وَكَمْ أُقِيمَ عَلَىَ عَرْشٍ لَهَا صَنَمٌ |
وَحُورِبَتْ بِصُنُوفِ البَغَي وَالعِلَلِ |
103. ثُمَّ انْتَهُوا فَإذَا بِالشَّمْسِ طَالِعَةٌ |
عَلَى مَآذِنِهَا بِاللثْمِ والقُبَلِ |
104. وَمِنْ غَزِيلِ خُيُوطٍ مِنْ أشِعَّتِهَا |
تُضْفِي عَلَيْهَا بَدِيعَ الوَشْي والحُلَلِ |